الحوار المطلوب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحوار المطلوب
24/12/2009
محمد الغباري،نيوزيمن
لا ينبغي لأحزاب المعارضة ان ترفض دعوة الحوار الموجهة من الرئيس علي عبد الله صالح وان كان من حقها ان تتحفظ على الطريقة التي اخرجت فيها هذه الدعوة وقائمة المشاركين فيه , لان من شان ذلك ان يضمن الوصول الى نتائج ايجابية , وحتى لا تصبح الغاية من الدعوة اخذ اللقطات التذكارية, وتظليل الداخل والخارج...
صحيح ان لدى المعارضة تجربة مرة من جلسات الحوار التي أعقبت الانتخابات الرئاسية واوقفت بلحظة نزق غير مفهومة حتى اللحظة, لكن ما جاء بعد ذلك التوقف من احداث, وتطورات , اظن انها قد افهمت صناع القرار, بان المضي في المكابرة , وانكار وجود مشكلة حقيقية ترتبت على حرب 1994م , ستقود الى ما هو اسوأ مماهو قائم اليوم , واعتقد انهم قد فهموا ايضا ان حسم الحرب في صعدة في الجولة الاولى من الحرب لم يوفر الضمانات الحقيقة لعدم تجددها لان المعالجات اقتصرت على العمل العسكري وحده وغابت عنه المعالجات السياسية ...
ايضا فيما يخص المشاركين في الحوار الذي يفترض ان يبدأ في مجلس الشورى الاحد القادم , فان قائمة المدعويين للمشاركة فيه توحي وكان هناك نية مسبقة لكي لايخرج الحوار باية نتائج , فوجود نحو اربعمائة مشارك غالبيتهم سيكونون لاشك من المحسوبين على حزب الحكومة سيجعل الامر اشبه بمهرجان خطابي , وحشد من المطبلين الذين لايجيدون سوى التصفيق والهتاف..
عند بداية التحضير للانتخابات النيابية العام الماضي دخلت المعارضة والحزب الحاكم في حوار غير مجد استمر اكثر من عام , ولان الارادة السياسية كانت غائبة عن الطرف الذي يمتلك السلطة فان القضية ظلت محل شد وجذب , وعندما اراد الرئيس ان يتفق مع المعارضة حسم المسالة في مقيل واحد وخرج الطرفان الى المجلس النيابي يوقعان على اتفاق تأجيل لانتخابات النيابية مدة عامين ...
اليوم وقد بلغت الأوضاع في الجنوب حد الحرب الأهلية , واتسعت رقعة المناطق التي يسيطر عليها المسلحون , وأصبحت حركة أعضاء القاعدة تحت نور الشمس , والأوضاع الاقتصادية وصلت الى أسوء مستوى لها , وحرب صعدة أضحت مشكلة إقليمية كان الجميع يعتقد ان الارادة السياسية ستتدخل هذه المرة لتنجز اتفاق شيبيه باتفاق تاجيل الانتخابات وإجراء اصلاحات سياسية حقيقية , لكن ذلك لم يتحقق ...
أي سر في اختيار مجلس الدفاع ليكون المستوى الذي تخرج منه الدعوة للحوار, لا يعلم ذلك احد حتى الان , التفرد في تحديد من سيشارك في الحوار من عدمه يبدوا وكأنه أول الألغام التي يراد لها ان تفخخ الدعوة بعد ولادتها , اختيار مجلس الشورى المعين ليحتضن فعاليات الحوار يثير اكثر من سؤال عن ما اذا كان البرلمان عاجز عن اداء هذه المهمة , ا وان دار الرئاسة لم يعد بمقدوره تحمل رؤية معارضة للسياسات القائمة اليوم ...
لكي ينجح الحوار يتطلب الحال , الإقرار بحق الاخرين في ابداء موقف مختلف تجاه أي قضية من القضايا , والاعتراف بان لا احد غير الرئيس يمتلك القدرة على تنفيذ النتائج التي سيتوصل اليها المتحاورون , وتحويلها الى واقع عملي , اما الاستمرار في تجاهل هذه الاوضاع فانه سيعقد المشاكل اكثر ويجعل فاتورة المعالجة باهضة الثمن ...
نتذكر انه ومع بداية حركة احتجاجات المتقاعدين العسكريين كانت المطالب هي تسوية الاوضاع الوظيفية واعادة الشراكة التي فقدت في حرب 1994م , لكن التجاهل اوصلنا الى مرحلة بات الحديث فيها عن الوحدة في المحافظات الجنوبية نوعا من المغامرة ..