بحـث
المواضيع الأخيرة
دخول
سيناريوهات أمريكا وإسرائيل وحلفائها العرب للحرب القادمة على العرب
صفحة 1 من اصل 1
سيناريوهات أمريكا وإسرائيل وحلفائها العرب للحرب القادمة على العرب
بسم الله الرحمن الرحيم
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: الجزائر
الجنس : ذكر
الهوايات: كرة القدم
الوظيفة: تقني درسات . هندسة مدنية
المشاركات: 132
معدل تقييم المستوى: 0
لأول مرة وحصري من جريد الشروق تفاصيل الحرب القادمة بين العرب واليهود يستحق التثبيت
الحرب.. لا كلمة سواها تعبر عما يحدث على جبهات القتال المرتقبة في الشرق الأوسط، ساحة معركة حقيقية ستطال سبعة أطراف مرشحة للزيادة إقليميا وعالميا، قتال يهدد بفتح الباب أمام حرب عالمية ثالثة، وإن شاء القدر ألا تقع هذه الأخيرة، فإن جحيم النزال المرتقب لن يحرق المنطقة فحسب، وإنما سيأخذ العالم إلى طريق اللا رجعة.. وهو طريق لم يستعد له أحد، ولم يميز ملامحه أحد...
التقارير السرية والمعلومات الاستخبارية التي حصلنا عليها عبر أكثر من مصدر مكنتنا إلى حد بعيد من رسم ملامح المعركة الوشيكة، وقربتنا من رصد ما يحدث وما سيحدث على جبهات الحرب، التي ستطال مبدئيا لبنان وسوريا وإيران والسعودية والكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وهي الحرب التي انطلقت شرارتها الأولى بالأراضي المحتلة يوم الأربعاء 27 فيفري الماضي، في انتظار اكتمال الانتشار العسكري الأمريكي في الخليج والبحر المتوسط. وعبر هذا الملف تعرض "الشروق" عبر حلقات الاستعدادات العسكرية والميدانية على جميع الجبهات، كما ننفرد بكشف وثائق سرية تحدد تفاصيل الحرب وسير المعارك يوما بيوم.
ساعة الصفر
هكذا إذن أغلق ملف "الحلول السلمية"، فلم يعد هناك مجال للتكهنات بشأن الحرب الإقليمية التي يسوق لها منذ فترة، هذه الحرب التي يمكننا القول عنها الآن إنها قاب قوسين أو أدنى، فالأحداث على الأرض والمعلومات التي بين أيدينا تؤكد أن المعارك ستندلع عقب القمة العربية مباشرة، أي في شهر أفريل القادم، وفي أحسن الأحوال في شهر ماي، وعندما نجزم بتحديد ساعة الصفر في ذاك التاريخ، فذلك مرده أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وضعا لنفسيهما جدولا زمنيا مدته شهر من أجل القضاء على حركة حماس، وتشير التقارير التي حصلنا عليها من جهات أمنية شرق أوسطية أن خطة تل أبيب التي صادقت عليها واشنطن في اجتماع طوكيو الذي جمع بين أولمرت ورايس واجتماع واشنطن الذي جمع بين وزيري الحرب الصهيوني والأمريكي تقضي بالقيام بعملية عسكرية صهيونية كاسحة في قطاع غزة تهدف إلى القضاء بشكل نهائي على حركة حماس والفصائل الفلسطينية المقاتلة، وذلك لـ "تأمين" الجبهة الداخلية الصهيونية قبيل المعركة الكبرى، في حين تصر بعض القيادات العسكرية الصهيونية على اعتبار ليلة 27 فيفري هي ساعة الصفر الحقيقية لتلك المعركة، باعتبار أن حماس هي أحد أعداء "إسرائيل"، والقتال معها في حرب واسعة بهذا الشكل يمثل بداية الحرب التي تهدف "القضاء" على أكثر من "عدو" في المنطقة، وهذا يكشف لنا أيضا أن الخسائر البشرية الفلسطينية ونزيف الدم الذي يطال المدنيين والأطفال الآن لن يتوقف قبل شهر، وأن عدد الضحايا والشهداء سيصل إلى أرقام مخيفة تتعدى الآلاف، خاصة وأن المعلومات تؤكد شراسة العملية البرية والغزو الصهيوني الشامل، فهذا الأخير الذي يحمل اسم "الشتاء الساخن" سينفذ من خلاله أبشع المجازر التي شهدتها البشرية، وبالمناسبة فإن التقارير تؤكد أن عددا من الحكام العرب كانوا على علم مسبق بميعاد هذه الحرب الإرهابية، وأيضا ميعاد انتهائها، ومن المثير للخجل والعار أن بعض الحكام يعرفون أيضا ميعاد ساعة الصفر فيما يخص الهجوم الصهيوني والأمريكي على سوريا وحزب الله وإيران، وكلنا يذكر القرار الذي اتخذته منذ يومين سفارتا كل من السعودية والكويت والذي دعا الرعايا السعوديين والكويتيين للخروج بأسرع وقت ممكن من لبنان، وهنا تشير التقارير التي بين أيدينا أن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها في الحرب المرتقبة بكثير من التفاصيل، ومنها "ساعة الصفر"، في حين أن بعض الدول الأوروبية لم تحظ بمثل تلك الثقة، فاقتصرت معلومات حلفاء واشنطن الغربيين على التقارير التي حصلوا عليها عبر عملائهم في المنطقة وواشنطن، والتي استطاعت أن تصل هي الأخرى لمعلومات مفيدة في ذات الشأن، وتتوقع تقاريرنا أن تصدر تحذيرات مشابهة من بعض الدول الغربية تدعو فيها رعاياها بمغادرة أو عدم السفر لسوريا ولبنان وكذلك منطقة الخليج.
الجميع تورط في الحرب
الضغط على سوريا والمقاومة لإقرار المحكمة الدولية وإبعاد المعارضة عن السلطة، لي ذراع إيران لإيقاف برنامجها النووي والمثول للقرارات الدولية، كل هذا الكلام وما تتداوله وسائل الإعلام حاليا في سياق التعليق على المستجدات العسكرية الخطيرة في المنطقة مجرد تراهات وقراءات خاطئة لما يجري على أرض الواقع، فلغة التهديد والوعيد انقضى أجلها، فقد حسمت واشنطن وحلفاؤها أمرهم، إنها الحرب التي يقولون عنها "لا بديل سواها"، وعندما نتحدث عن مشاركة 06 دول إقليمية والولايات المتحدة في هذه الحرب، فنحن لا نحصر دوائر القتال على هذه الدول، وإنما نقول إن تلك الأطراف هي التي ستنطلق بها المعركة، في حين أن الدلائل والتقارير تشير إلى أن جميع دول المنطقة ومعظم الدول العربية بما فيها الجزائر ستتورط بشكل أو بآخر في الحرب، وحتى تلك التي تحاول الوقوف على الحياد ستنجر رغما عنها للقتال، لذلك لا يستبعد القادة العسكريون في واشنطن وتل أبيب تمدد المعارك لتطال مناطق كثيرة من العالم، دون استبعاد شبح الحرب الكونية الثالثة. لكن مما لا شك فيه أن كافة الأطراف انتهت من الاستعداد للحرب، الجبهة المعتدى عليها -وإن كانت تأمل ألا تدخل المعركة في الوقت الراهن- جهزت نفسها جيدا، فيما راحت الجبهة الأمريكية الصهيونية تستقطب أنظمة عربية إلى هذه الحرب لدعمها، وربما لدفع كلفتها أيضا بحجةِ القضاء على الخطر الإيراني والأطماع الإيرانية في المنطقة، وهو ما وجد قبولاً لدى عدد من الأنظمة العربية المحيطة بالكيان، أما البعيدة عنه في منطقة الخليج فوافقت بعضها، بينما أعربت أنظمة خليجية أخرى عن قلقها من حربٍ كهذه في ظل تهديد إيران باستخدام سلاح غير تقليدي ضد الدول الخليجية الداعمة للحرب على إيران والذهاب إلى احتلالها إيرانيا بعد أن تضع الحرب أوزارها.
منيطلق الرصاصة الأولى؟
تقرير استخباري زودت به منذ أيام المخابرات الروسية حلفاءها في الشرق الأوسط، يتحدث عن خدعة صهيونية أمريكية تهدف للإجهاز على المنشآت النووية الإيرانية خلال أسابيع قليلة، وذلك أثناء عمليات تمويهية في فلسطين ولبنان، يقول التقرير: معظم المعلومات والأدلة تؤكد أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" ترجحان القيام بعملية شبيهة في التوقيت والظروف لتلك التي نفذت عام 1981، ففي ذلك الوقت ومع استمرار القصف الجوي "الإسرائيلي" ضد المخيمات الفلسطينية في لبنان، حاولت "إسرائيل" إبعاد الأنظار عما يجري في الجنوب، فحرضت قوات الكتائب اللبنانية للسيطرة على طريق زحلة في البقاع ودعمتها بإسناد جوي، نشأت على أثرها ما سمي بأزمة الصواريخ السورية، وكادت دمشق أن تدخل الحرب، فحاولت واشنطن إنقاذ حليفها بيغن الذي تعرض لهزة سياسية عنيفة آنذاك بخطة تدويل الأزمة اللبنانية، وبذلك تم تحييد سوريا لتتضاعف الأعمال العسكرية "الإسرائيلية" من جديد ضد جنوب لبنان، في معركة تمت تسميتها "معركة تقطيع الأوصال"، وفي خضم هذه الأجواء، وفي 07 جوان 1981 برزت الخطة "الإسرائيلية" الحقيقية عندما قام سلاح الجو "الإسرائيلي" بمهاجمة المفاعل النووي العراقي "أوزيراك" بالقرب من بغداد وتم تدميره. ويضيف التقرير: المنطقة تعيش هذه الأيام نفس الأجواء وما رافقها من تصريحات واستعدادات، والمعلومات المتوفرة الآن تؤكد أن مهاجمة المفاعلات النووية الإيرانية ستكون الرصاصة الأولى في الحرب القادمة، واقتراب البوارج العسكرية الأمريكية من شواطئ شرق المتوسط ليس إلا عملية تمويهية لإبعاد الأنظار عن الضربة التي تستهدف الأراضي الإيرانية من القواعد الإسرائيلية وكذلك الأمريكية الموجودة في الخليج.
مسلسل استهداف القادة تمهيدا للمعركة
"الإدارة الأمريكية في حالة جنون، ويمكن أن تقوم بأي شيء، وهي ستقوم بأي شيء"، هذه العبارة حصلنا عليها قبل أيام من تقرير خاص آخر بعثت به موسكو إلى عواصم معنية بالمواجهة المرتقبة مع واشنطن وتل أبيب، وهو كلام سبق أن شرحه الروس مباشرة لجهات معنية قبل مدة في إطار الحديث عن استعداد أمريكي مفتوح لشن حروب أكبر في المنطقة. ترافق هذه المعلومة تقارير تلقتها قوى المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس قبل أسبوع من العمليات الصهيونية في القطاع، تفيد بتشكل لجنة أمريكية ـ صهيونية تضم رؤساء أجهزة أمنية مركزية في تل أبيب وواشنطن، ومستشارين سياسيين بينهم شخصيات رئيسية في الحكومتين الأمريكية والصهيونية، وهذه اللجنة تعمل على إطلاق مرحلة متقدمة من مشروع مواجهة سوريا وإيران والمقاومة في فلسطين ولبنان، ناقل المعلومات تحدث عن برنامج عمل، على رأسه اغتيال شخصيات رئيسية، تعتقد واشنطن وتل أبيب أن غيابها يسهل المراحل التالية من المشروع. في سياق متصل، وقبل بضعة أسابيع، أوفدت دولة عربية تعاني مشكلات جدية في لبنان، شخصية أمنية ـ دبلوماسية لاستطلاع الموقف، والتقت شخصيات رئيسية في فريق السلطة، ثم اتصلت بقوى من المعارضة، وقبل مغادرتها طلبت الاجتماع إلى جهة غير لبنانية تربطها صلات بحزب الله لأجل تحقيق تواصل لم يتم، لكن هذه الشخصية أصرت على نقل رسالة مقتضبة، فيها: "هناك قرار كبير بتصفية عدد من الشخصيات الأساسية في حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي في كل من بيروت ودمشق"، وجدير بالذكر أن "الشروق" كانت أول من كشف بعضا من جوانب خطة الاغتيالات تلك، وكشفت عن التنسيق الاستخباراتي واللوجيستي الصهيوني ـ الأمريكي ـ العربي لاستهداف نصر الله ومشعل وهنية
.الأردن ساحة تدريب مفتوحة
ومنذ أيام قليلة أيضا تلقت بعض قوى المعارضة في لبنان تقريراً لافتا عن تفاصيل تتعلق بأعمال تدريب أمني وعسكري ناشطة في الأردن، وفيها معلومات عن أسماء لمعسكرات التدريب وأسماء الضباط المشاركين في التدريبات التي ركزت على دروس ذات بعد أمني، وتقاطعت هذه المعلومات مع نتائج تحقيقات سابقة في جرائم اغتيال تعرض لها مقاومون فلسطينيون في سوريا، وأظهرت أسماء ضباط أردنيين متورطين في جمع معلومات عن هؤلاء المقاومين. معلومة أخرى مهمة نقلتها شخصيات غادرت حديثا مواقعها في جهاز الاستخبارات الفرنسية إلى جهة في محور المواجهة مع واشنطن مفادها وقوع تدهور مرتقب ومدروس للأوضاع في لبنان، واحتمال حصول عمليات تفجير في سوريا من النوع الذي يشيع مناخات من الفوضى والتململ وعدم الاستقرار. وقالت هذه الشخصيات إن مشاريع قرارات بعقوبات متنوعة ضد سوريا سوف تكون جاهزة قريبا أمام مجلس الأمن الدولي، أو أمام دول أوروبية والولايات المتحدة، وإن الأسابيع الستة المقبلة ستشهد سخونة ربما قلبت الأمور رأساً على عقب.
... يتبع
في الحلقة الثانية
ـ "الشروق" تكشف لأول مرة جرائم الموساد في الجزائرـ "إسرائيل" تترقب ضربة جزائرية في الحرب القادمةـ تقارير استخبارية تحذر من خطورة الجيش الجزائري ـ تل أبيب تحذر من تدخل جزائري لصالح سوريا وإيران
التقارير الإخبارية تحذر من خطورة الجيش الجزائري
متوحشون... دمويون... بأسهم شديد، لديهم استعداد للتحالف مع الشيطان في وجه »إسرائيل«... فهم أكثر الشعوب كراهية لنا، دهاة... يصعب خداعهم... يستحيل تضليلهم...
وعبثا إثناءهم عن عقائدهم وثوريتهم، حاربناهم بشتى الطرق، وفي كل مرة يخرجون سالمين، تسببوا في هزيمتنا في حرب الغفران، ولن يتوانوا عن محاربتنا رغم أننا لم نشنّ عليهم حتى اليوم حربا علنية واحدة، جهوزيتهم العسكرية والقتالية على أهبتها، وجيشهم يتلهّف لمعركة مباشرة مع »إسرائيل«، ورّطناهم في صراع داخلي طاحن لنجتث شأفتهم... إلا أنهم باتوا أكثر قوة وخبرة«... هذه العبارات جزء مما أوردته التقارير الاستخبارية الصهيونية عن الجزائر والجزائريين في سياق الإعداد للمعركة القادمة مع العرب، واحتمال مشاركة الجزائر فيها. في الحلقة الأولى من هذا الملف عرضنا في عجالة مقدمة مختصرة للحرب التي اندلعت شرارتها في الأراضي المحتلة، وستأخذ منحنًى تصاعديا لتطال دولا إقليمية أخرى، وصولا إلى حرب شبه عالمية وربما عالمية.واليوم نتناول بعض ما تناولته تقارير استخبارية صهيونية عن احتمال مشاركة الجزائر في هذه الحرب، والجبهة التي ستقاتل عليها القوات الجزائرية. وبالمناسبة، فإن هذه التقارير لم تتناول الجزائر دونا عن بقية الدول العربية والإسلامية، فكل أولئك نالوا اهتمام المخططين الصهاينة، لكن المثير في الأمر، أن الجزئية التي تناولت الجزائر كانت أكبر وأوسع في المساحة من الجزئيات التي تناولت الدول الأخرى، حتى أن معدي التقارير أنفسهم أشاروا لتلك النقطة وعلقوا عليها بإسهاب.
الجزائريون في صفّ من؟
على عكس جميع الحروب العربية الصهيونية، وكذلك حروب الخليج الثلاثة، تأتي هذه الحرب في ثوب مموّه استطاع المخططون لها عبر سنوات من العمل أن يطمسوا الحق بالباطل، وأن يشوّهوا الصورة أمام أعين الشعوب العربية والإسلامية بغية زرع الفتنة وتشتيت الصفّ لإحراز النصر على الجميع بأقل خسائر ممكنة، فهذه الحرب تتيه بين ثناياها الأهداف التي يقاتل الجنود على بعض الجبهات من أجلها، ففي معسكر »إسرائيل« تقف الولايات المتحدة والسعودية والأردن وبعض الدول الخليجية والأوربية، بينما يقف في المعسكر المعادي إيران وسوريا وحزب الله وحماس، هذه الأخيرة التي بدأت عملية تصفيتها بالفعل، وهنا يتبادر السؤال إلى الأذهان: في أي صف ستقاتل الجزائر؟هل سيكون الإسلام والواعز الديني الذي تتحلى به الحكومة والشعب الجزائريين دافعا للوقوف بجوار الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، من باب أن بلد الحرمين الشريفين في هذا المعسكر؟، أم أن نهج المقاومة الذي قامت عليه الجمهورية الجزائرية، والذي ظلت حليفة له سياسيا وعسكريا وأيديولوجيا منذ الاستقلال وحتى اليوم، سيدفع الجزائر دفعا نحو معسكر سوريا؟، وهل ستكون الجزائر مجبرة على اختيار أحد الحلين، أم أن هناك مجال للسير في الطريق الثالث الذي ينأى بالجزائريين عن المعركة؟. بالطبع ليس هناك مجال هنا لاستطلاع رأي الشعب أو الحكومة الجزائرية في هذا الشأن، لكن التقارير الاستخبارية الصهيونية حاولت الإجابة على السؤال الصعب.
خبير صهيوني: الجزائر عدو للأبد
في الوقت الذي يعجز فيه التكهن والدراسات عن تحديد اختيارات الجزائر في الحرب العربية ـ الصهيونية الكبرى، يأتي الخبير الاستراتيجي الصهيوني »عاموس هرئيل« ليقطع الشك باليقين ـ مثلما يقول ـ ويضع نظريته التي يقول عنها إنها »الواقع الذي يصعب الالتفاف عليه«، وللإشارة فإن »هرئيل« محلل وخبير صهيوني يعتد به في مجال الشؤون العسكرية والخطط الحربية، وله مقال دائم في صحيفة »هآرتس«، وهو واحد من الفريق الصهيوني الذي رسم خطة الحرب القادمة، وتم تكليفه برصد مواقف وخيارات الدول العربية والإقليمية في الحرب المرتقبة، استنادا لتقارير استخبارية زودته بها الموساد.وفيما يخص الجزائر تحدث »هرئيل« قائلا: »يأتي الحديث عن أهم وأخطر دولة في الشمال الإفريقي وهي الجزائر، وعندما نتحدث عن هذا البلد علينا أن نتوقف كثيرا أمام دروس تاريخية تسبب تجاهلها في الماضي إلى تكبدنا خسائر فادحة«، ويضيف »هرئيل«: »من الخطأ الفادح ارتكان إسرائيل وراء البعد الجغرافي الذي يفصلها عن الجزائر، ومن العبث تجاهل هذا البلد غير المروّض باعتبار أنه ليس على خط المواجهة المباشرة«، وتحت عنوان »عدو للأبد«، في إشارة للشعب الجزائري، أسهب »هارئيل« بالقول: »الجزائريون من أكثر الشعوب العربية كرها لدولة إسرائيل، وهم لديهم الاستعداد للتحالف مع الشيطان في وجهنا، إنها كراهية عجزنا عن إزالتها طيلة العقود الماضية، كما أننا فشلنا في القضاء على هؤلاء الأعداء الذين لم ندخر جهدا من أجل دحرهم أو القضاء عليهم«.
هزيمة »إسرائيل« في الجزائر
الخبير الصهيوني حاول على طريقته تفسير هذه الكراهية، ولأنه صهيوني ملحد فهو لم يدخر جهدا في الإساءة للإسلام والمسلمين، فخلص بالقول: »لطالما عجزت إسرائيل عن فهم سبب كراهية الجزائريين لنا، إلا أنني تمكنت عبر سنين من الدراسة والتحليل من فك طلاسم هذا اللغز المحيّر، والذي يتلخص في التركيبة النفسية والعقائدية التي تهيمن على هذا الشعب، الذي يسيطر عليه التطرف الديني إلى أبعد حد، فهم من أشد الشعوب الإسلامية اتباعا لتعاليم القرآن وأقاويل محمد والتي في مجملها تغذي التطرف والكراهية في النفوس تجاه اليهود، وفي الوقت الذي نجحت فيه إسرائيل في القضاء على هذه المعتقدات الدموية عند كثير من الشعوب الإسلامية، إلا أننا عجزنا حتى الساعة من اختراق النسيج الجزائري، والجزائريون يبدون من منظرهم الخارجي أكثر اعتدالا وحبّا لنا ولنموذجنا العالمي في الحرية والتفتح على الآخر، إلا أن حقيقتهم غير ذلك تماما، فهم يخفون وراء ملابسهم رجال دين أشد تديّنا من حاخامات إسرائيل، أو كما يسمونهم في عقيدتهم شيوخا«، ويختتم »هارئيل« هذه الفقرة بالقول: »لقد انتصرنا على الإسلام في كل مكان، لكن الإسلام هزم إسرائيل في الجزائر«.
الجزائريون مصاصو دماء في نظر الصهاينة
وفي فقرة مضحكة من تقرير »عاموس هارئيل« جاء فيها على لسان هذا الأخير قوله: »من خلال التجارب السابقة اتضح لي ولكثير من الساسة والخبراء الإسرائيليين أن الجزائريون متوحشون ودمويون فيما يتعلق بنظرتهم لنا، وتتغذى هذه الدموية باستمرار من السياسات العدوانية تجاهنا من قبل الحكومات الجزائرية المتتابعة، وهي السياسات التي جعلتنا نفشل في إيجاد منفذ نتحرك من خلاله بحرية بين الجزائريين«. وفي السياق ذاته، يكشف الخبير الصهيوني بشكل مباشر عن تورط الموساد في الجرائم الإرهابية التي عصفت بالجزائر في العشرية السوداء بالقول: »لقد حاولنا تحويل هذه الدموية بشكل ذكي لتحرق الجزائريين أنفسهم، ففجّرنا الحرب الأهلية بين صفوفهم، لكنها اندلعت وانتهت دون أن تحقق أي مكاسب لإسرائيل، ولم نجنِ من هذه الحرب التي كلفتنا الكثير سوى إبعاد الجزائر لفترة زمنية قصيرة عن صراعنا مع العرب، بل إن الجزائر خرجت أكثر قوة من هذه الحرب، واستفادت الكثير من الخبرات التي حرمتنا من استخدام نفس السلاح مستقبلا، خاصة وأن الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الحكومات الإسرائيلية السابقة في هذا الشأن مكنت الجزائر من اكتشاف دورنا في تلك الحرب. وعلى عكس نجاح برامجنا في العراق ولبنان وفلسطين بسبب الاحترافية والذكاء المفرط للموساد في إخفاء أثارنا، إلا أن يد إسرائيل كانت مكشوفة بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي، وهو ما يعني تحيط الجزائريين من أي برامج إسرائيلية مستقبلية في هذا البلد المعادي«.
سلاح الدين مرة أخرى
ويواصل »هارئيل« كلامه عن الجزائر بالقول: »إنني عندما أخص الجزائر بكل تلك المساحة، وعندما أستفيض في هذه المقدمة أحثّ الساسة الإسرائيليين على تغيير سياساتهم الخاطئة في هذا البلد قبل فوات الأوان، هذا إن لم يكن قد فات بالفعل. فعلى عكس إنجازاتنا المثمرة في ليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا وإفريقيا عموما، تظل السياسات الإسرائيلية متخبّطة وغير فعالة في هذا البلد الذي تكشف التقارير مدى خطورته على أمن ومستقبل إسرائيل«. ويكشف المحلل الصهيوني معلومات أخرى أشد خطورة حين يقول: »من الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الموساد إضاعة الوقت في استخدام سلاح الدين مرة ثانية وثالثة في الجزائر، فعندما راهن الوزير يتسحاك كوهين على نظرية المد الإسلامي الذي يعرف بالسلفي، في هذا البلد تناسى أن الجزائر يختلف كليّا عن العراق ولبنان، فهذه الخطة التي أقررناها منذ منتصف التسعينيات والقاضية بنشر فكر معتدل يخدم مصالحنا ويطفئ كراهية المسلمين لنا ويمهد لإشعال نار حروب طائفية جديدة بين المسلمين أنفسهم، كان من الخطأ الفادح اعتبار الجزائر قاعدة لها أو نقطة انطلاق لبقية مناطق الشمال الإفريقي، فقد تلقينا الهزيمة من جديد أيضا في الجزائر، وفي هذا السياق لا ألوم حلفاءنا العرب ورجال الدين المعتدلين الذين بذلوا جهودا كبيرة من أجل إيصال رسالتنا للشباب الجزائري، ولكن ما هي النتيجة؟ للأسف يزعجني أن أقول: صفر، فبعد هذه السنوات الكثيرة لم تصل الرسالة إلا لعدد محدود جدا، وبقيت الكراهية والخطورة على حالها، ولو نزل أي عميل لنا على الأراضي الجزائرية سيجد أن الأعداء أكبر بكثير من الأصدقاء«.
آخر الحروب الفاشلة
ويتحدث المصدر الصهيوني عن مؤامرة ثالثة تؤكد علاقة »القاعدة« في الجزائر بالموساد فيقول: »في حين أن حربنا العقائدية الثانية فشلت في الجزائر لعجز رسالتنا عن الوصول للطبقات الفاعلة من مثقفين وسياسيين واقتصارها على البسطاء ومحدودي التأثير في المجتمع، فإن حربنا الثالثة فشلت بسبب عجزنا عن تقديم الدعم لـ»القاعدة« في الجزائر والشمال الإفريقي عموما، وهنا أوجه اللوم للموساد الذي يتحمل عبء التقصير في إنجاز مهامه وتطوير خططه في ظل تطور القدرات الأمنية والاستخبارية في الجزائر، وهو ما تسبب في وقوع فشل لم يكن في الحسبان، جعل الساسة الجزائريين في موقع قوة وثقة أمام الشعب الجزائري في مجال السيطرة على الأمور، وهو ما يعني أن عملية الفصل بيت الحاكم والمحكوم في هذا البلد فشلت بدورها«.
خطر المواجهة الجزائرية الصهيونية
يقول »هارئيل« بعد هذه المقدمة أخلص بالقول، إن استهداف الجزائر من خلال الحروب الباطنية لم يجدِ نفعا، وأن هذا البلد قد نجد أنفسنا يوما في مواجهة مباشرة معه، بل إنني أجزم بأن ضربة غير متوقعة ستوجه لنا من جديد من هناك، لكن هذه الضربة ستكون أشد قسوة من ضربة حرب الغفران. وغني عن البيان التذكير بالهزيمة التي لاقيناها في سيناء عام 1973 بسبب الجزائر، ورغم مرارة هذه الهزيمة وخطورة الدور الذي لعبه هذا البلد والذي أدى في النهاية إلى انكسارنا للمرة الأولى في تاريخنا، فإن دور أشد قسوة قد تشهده الأيام المقبلة؛ دور أخشى أن أتوقع فيه مشاركة الجيش الجزائري في الحرب بشكل مباشر في صف أعدائنا، خاصة وأن العلاقات التي تربط الجزائر بسوريا وإيران والتي تتنامى بشكل تصاعدي ترجح ميل هذا الثلاثي لتشكيل حلف يقلب موازين اللعبة، فعبثا المراهنة على تحييد الجزائر عن الحرب، في ظل الظروف التي شرحتها سلفا، تخلق رغبة دفينة لدى الجزائريين تدفعهم لمحاربتنا، خاصة وأنهم دائما يتلهفون للحصول على فرصة مجابهتنا بشكل مباشر منذ حرب 73 ، وعبثا تضييع الوقت مرة أخرى باتباع سياسة التخويف والترهيب فهي لن تحقق شيئا مع أناس دهاة يصعب خداعهم ويستحيل تضليلهم أو إثناءهم عن عقائدهم«.
بوتفليقة العدو الخطير
ولم يغفل التقرير السياسات الجزائرية وذكر معدّه بشكل مباشر الرئيس بوتفليقة، فهو يقول: »وجود رجل مثل بوتفليقة على رأس هرم السلطة في الجزائر يجبرنا على اتباع أقصى درجات الحذر، فبرغم المواقف المعتدلة التي يبديها الرجل ورغم الحيادية التي يحاول أن يوهم الجميع بها، إلا أن تاريخه ومواقفه تجبرنا على عدم الثقة به، فأنا أؤكد وأعتقد أن الكثيرون في إسرائيل يشاطرونني الرأي بأن هذا الرجل لا يقل خطورة عن عدونا بومدين، وبالرغم من أن سياساته تؤكد رغبته في تعويض الجزائر ما فاتها، ووضع الجزائريين في مكان لائق على خارطة الشعوب تحت مظلة سلمية آمنة، إلا أن هذه الرغبة لا تخفي طموح الرجل في إرجاع بلده بقوة إلى الواجهة والتأثير في القرار الإقليمي والدولي، والدليل أنه يعمد في غفلة منّا إلى تطوير وتحديث جيشه بصورة مثيرة للقلق، وأعتقد أن رجلا حمل السلاح يوما وشارك في حكومة شاطرت إسرائيل العداء؛ رجلا على شاكلة أعدائنا تشافيز وكاسترو ونجاد، يستحيل إعطاءه ظهرنا«.واختتم بالقول: إنه علينا أن نضع الجزائر نصب أعيننا في المواجهة القادمة، وأن ندفع واشنطن وحلفاءنا الأوربيين إلى تعزيز الانتشار العسكري في المتوسط لتحييد الجيش الجزائري، وإبعاد شبح الطعنة من الخلف«
.يتبع
تفاصيل خطة الهجوم الصهيوني - الحلقة الثالثة
تطويق جنود المقاومة وأسر نصر الله حيًّا
أوصال ترتجف... عيون شاخصة... قلوب استبدّ الخوف بها، وخطط واستعدادات على قدم وساق في جميع أفرع الجيش الصهيوني، هذه هي صورة العلاقة بين الجنود والقادة الصهاينة قبيل الحرب المرتقبة، الجنود يعيشون حالة رعب غير مسبوق جراء هزيمتهم عام 2000، والقادة يضحون بالأرواح والعتاد في سبيل إنقاذ «إسرائيل» من النهاية الحتمية التي باتت تطرق أبواب صهيون.
في هذه الحلقة تتعرض الشروق للاستعدادات الصهيونية العسكرية للحرب، ومن خلال سلسلة من التقارير الاستخبارية السرية نرصد ما يحدث على جبهة العدو، ونكشف الكثير من خططه القتالية التي أعدها القادة الصهاينة للمعركة.
خطط للقضاء على حزب الله
ونبدأ هنا بتقرير وضع على طاولة رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية الجنرال »عاموس يدلين«، والذي أعده له فريق من الخبراء العسكريين على رأسهم »أيهود يعاري«، التقرير يضع فرضيات الحرب، ويطرح خمس خطط تهدف للقضاء على أحد أطراف الحرب وهو حزب الله وملخص ما جاء في التقرير: »أصبحت القوات على أهبة الاستعداد لتطبيق إحدى هذه الخطط الخمس، أولى هذه الخطط تقضي بأن يبتعد الجيش الإسرائيلي عن حرب المواجهة المباشرة مع مقاتلي حزب الله أو إطالة أمد المعركة، إضافة إلى تجنب الدخول في أي حرب استنزاف، لذلك تم تجهيز أنماط قتال أخرى مثل العزل والتطويق والحرب الخاطفة على غرار النظرية الألمانية في الحرب العالمية الثانية »بلتز كريغ« والتي تعني استخدام قوات كبيرة وبشكل مفاجئ، والضرب على الرأس لفقدان الخصم عنصري السيطرة والقيادة كما جرى في الحرب على العراق، وتشتيت القوات والإمكانات وتعطيل الاتصالات، وتكثيف الانزالات على التلال والطرق والانقضاض على المواقع المعزولة والابتعاد عن المواقع المستعدة منها، والاعتماد على أسلحة الإسناد بكثافة تمهيدا للقوات البرية، وقد تم تدريب الوحدات على هذا النمط القتالي الجديد«. ويضيف التقرير: »أما الخطة الثانية فهي تقضي القيام بعملية شبيهة بعملية اجتياح الليطاني عام 1978 من حيث المكان والأسلوب، لكنها لا تفي بغرض القضاء على قوات حزب الله، لذلك لابد من الاختراق بالعمق برأس جسر قاعدته الطريق الساحلي والبحر وصولا إلى الزهراني والاتجاه شرقا نحو النبطية ومرجعيون، أما الخطة الثالثة فهي عملية فكي كماشة من القاطع الشرقي مرجعيون ـ النبطية ـ الزهراني ومن الغربي والبحر على الطريق الساحلي من الناقورة ـ صور ـ القاسمية ـ الزهراني. بينما تقضي الخطة الرابعة اتباع أسلوب فكي كماشة، بالإضافة لاختراق الوسط »بنت جبيل ومارون الرأس وعيترون«، لكن كلفة هذه الخطة في الأرواح ستكون باهظة، وتبقى الخطة الخامسة التي ترمي إلى مهاجمة قوات حزب الله في كل مواقعها من البر والبحر والجو لمدة 48 ـ 72 ساعة، يتبعها اجتياح شامل مثل عملية سلامة الجليل 1982، ومن خلال ذات الخطة يتم الاختراق والوصول إلى بعلبك بمحاذاة الحدود السورية ومهاجمة يوريا بريا من هذا المحور«. ويضيف التقرير: »بالمقابل، فإن حزب الله وقواته العسكرية وهم على تماس دائم ودراية كافية بهذه الاحتمالات ويعدّون العدة لمواجهتها، وأعلنوا غير مرة على تنفيذ التدريبات اللازمة على فرضيات محتملة، معتقدين عدم إمكانية تحويل الجيش الإسرائيلي النظامي إلى خوض الحرب البرية بمجموعات حرب العصابات، لذلك فهم يراهنون على استدراجنا لحرب استنزاف طويلة، وجرنا إلى مناطق قتالية مجهزة، ومن خلال تداخل القوات يبطلون فعالية أسلحة الإسناد الصهيونية، لتجد إسرائيل نفسها في معركة مفروضة عليها لا تستطيع إنهاؤها كما لا تستطيع الحسم أو تحقيق النصر فيها، لكن على أية حال لا مفرّ أمامنا من الانجرار لهذه الحرب البرية الخطيرة، فقوة حزب الله الآن تجبرنا على التسليم بأن خسائر المواجهة معه ستكون كبيرة«.
خطة »الاستئصال السرطاني«
وتكشف تقاريرنا أيضا خطة أخرى قد ينفذها الكيان الصهيوني في الحرب المقبلة، الخطة التي تحمل اسم »الاستئصال السرطاني« وضعها فريق رئيس الأركان الصهيوني جابي اشكنازي، وملخص الخطة كما ينمّ عليها اسمها القيام بعمليات داخل سوريا ولبنان، سيكون الاعتماد الأول فيها على وحدات الكوماندوز والمظليين بهدف اغتيال القيادات العسكرية وربما السياسية داخل سوريا وصفوف حزب الله، بل إنها تذهب لأبعد من ذلك عندما تتحدث عن سيناريو اختطاف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اعتمادا على عمليات إنزال كبيرة للقوات المظلية في الضاحية الجنوبية لتكون المواجهة في الخطوط الخلفية للمقاومة الإسلامية، والقضاء على قيادات المقاومة، وشل قدرتها على السيطرة، ومن ثم محاصرة الأماكن التي يفترض أن يتواجد بها نصر الله، ومن ثم إيقاعه حيّا في الأسر، وهو ما يعني ـ حسب المخططين ـ إنهاء الحرب على الجبهة اللبنانية عن طريق مساومة المقاومة اللبنانية على حياة أمينها العام، لكن الخطة تحدثت عن دعم مباشر من قبل بعض القوى السياسية اللبنانية لإتمام هذه العملية، أي أنها ترتكن بالدرجة الأولى إلى »الخيانات الداخلية«.
عمليات الإبادة الشاملة
وإذا كانت خطة أسر السيد حسن نصر الله تحمل الكثير من التفاؤل على الجانب الصهيوني، إلا أن خطة القصف العشوائي لسوريا ولبنان، قد تكون أقرب للتطبيق في ظل غياب الضمير الإنساني الذي يتساهل في أمر الإبادة الجماعية للمدنيين إذا تعلق الأمر بالمسلمين، فمن ضمن التقارير التي لدينا يتضح أن الكيان الصهيوني قد يقدم على عمليات إبادة وحشية في حق المدنيين من خلال قصف الطائرات بدون تمييز للمواقع العمرانية ذات الكثافة السكانية العالية، وهو ما قد يوقع عشرات بل مئات الآلاف، الأمر الذي يجبر الأطراف »المعادية« على التسليم، وهنا لا نستبعد استخدام العدو لأسلحة فتاكة، ليكون التأثير على القيادة السورية وحزب الله مشابها لما وقع لليابان في الحرب العالمية الثانية.
المعارك البرية سمة الحرب المقبلة
وأيّا كانت اختيارات العدو لتلك الخطط، فإن ثمة تقارير ترصد الاستعدادات الصهيونية للحرب المقبلة فقد أكدت أجهزة المراقبة في كل من سوريا وحزب الله على استمرار التدريبات المكثفة في منطقتي البقيعة والجولان الواقعتين في شمال فلسطين المحتلة. وقد اختار الجيش االصهيوني هاتين القريتين باعتبارهما أقرب شبها لقرى لبنان الجنوبية، وفي »البقيعة« رصدت المقاومة الإسلامية اللبنانية تدريبات عسكرية في القرية التي طالتها صواريخ المقاومة خلال حرب 2006، حيث تتدرب كتائب خاضعة للواء الشمالي في الجيش الصهيوني على طرق اختراق المناطق السكنية والمأهولة، بينما تتدرب كتيبة »حيرف« على أعمال الاقتحام العشوائية والإبادة الشاملة للأحياء في القرى اللبنانية. في الوقت ذاته تجري كتيبة »غولاني« تدريبات متواصلة في عدة قرى ومدن فلسطينية من بينها الطيرة، الفريديس، الناصرة وشفاعمرو.
تجهيز الملاجئ وتوزيع الأقنعة الواقية بسرية تامة
وثيقة أخرى من بين الوثائق السرية التي تكشف عن مدى الاستعدادات الأمنية الصهيونية للحرب، جاء فيها أن مسؤولا كبيرا في الدفاع المدني الصهيوني صرح أمام تابعيه قائلا بأنه »بناء على نوع وأسلوب التعليمات التي تلقاها من قادة الجيش فإن حربا كبيرة ستقع في الربيع ـ الصيف القادم ضد إيران وسوريا وحزب الله، وأن القيادة العليا قدمت له خطة تقضي بكيفية تأمين المدنيين، وأن الأوامر للمواطنين هي الاختباء قريبا من البيوت وفي الملاجئ الخاصة والعامة القريبة من مكان سكناهم، لأن الحرب سيطول أمدها، وسيطال القصف بالصواريخ كل زاوية من البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. كما أوضحت الوثيقة أن المسؤول أبلغ مرؤوسيه بأنه دائما في اجتماعات مكثفة مع مسؤولي الدفاع المدني في المناطق المختلفة لتوجيههم في كيفية التجهيز للحرب وتحضير الملاجئ وطواقم العمل في حالة تعرض مناطقهم للقصف، كما أنه تم تحضير منشورات للمواطنين عن كيفية التصرف في الحرب، وتعيين غرفة عمليات وتجهيزات خاصة واختصاصي نفسي لمعالجة حالات الذعر. أما المثير للتساؤل أنه وعلى غير عادتها، فإن قيادة الجبهة الداخلية الصهيونية تعمل على تغيير الكمامات والأقنعة الواقية ضد الأسلحة الكيماوية والجرثومية بسرية وهدوء. وسرية هذه الحملة التي تتم الآن في الوسط اليهودي تأتي على عكس ما تعودت عليه هذه القيادة من نشر إعلانات واضحة في وسائل الإعلام المختلفة تدعو من خلالها المواطنين للحضور إلى مراكز معينة لتغيير الكمامات، وما يحدث الآن أن تلك الحملة تتحرك من بيت إلى بيت مع استثناء الوسط العربي من تلك العملية.
تحصين مفاعل ديمونا النووي جنوب فلسطين
ولأن الكيان الصهيوني متأكد من وصول صواريخ المقاومة اللبنانية وسوريا وإيران إلى درجة عالية من القوة والقدرة التي تمكنها من تغطية جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن معلومات استخبارية أخرى أكثر سرية وأهمية حصلت عليها استخبارات حزب الله مفادها، أن منطقة المفاعل النووي الصهيوني القريب من ديمونا في النقب شهدت في الأيام الأخيرة حالة تأهب قصوى. وتقول المعلومات إنه تم تعزيز الدفاعات الجوية في المنطقة بثلاث بطاريات صواريخ »باتريوت«، ورفعت حالة التأهب حوالي ثلاثين مرة خلال الأيام الماضية. وتشير المعلومات أنه صدرت أوامر بإسقاط كل طائرة مدنية في خط القاهرة أو خط عمان تنحرف عن مسارها، فالقوة التي تم تدريبها على تشغيل بطاريات الصواريخ مخولة بإطلاق النار باتجاه كل طائرة تقترب من المجال الجوي للمفاعل النووي.
رعب غير مسبوق داخل الكيان الصهيوني
تقارير أخرى ترصد الحالة النفسية داخل صفوف العدو، تخلص إلى أن الرعب والفزع يجتاحان الدولة الصهيونية تحسبا للحرب القادمة. وأضافت التقارير، أن المحللين العسكريين في الكيان الصهيوني والذين كانوا يتولون مناصب عليا في جيش الاحتلال يحذرون من خطر المواجهة القادمة، معلقين بالقول: »إن ما لدى حزب الله من قوة عسكرية وعتاد وسلاح وصواريخ تفوق ما كان لديه في السابق، وحرب 2006، التي قادها حسن نصر الله باقتدار، وهزم فيها جيشنا الذي لا يقهر ليست ببعيدة عن ذاكرة شعب باتت الهزيمة محفورة في ذاكرته، والخوف من الآت يؤرّق حياته«. واستند هؤلاء المحللون إلى القرارات العسكرية التي صدرت عن قيادة الجيش الصهيوني، والتي أمرت فيها منذ أيام الجنود والضباط على طول خطي جبهتي الجنوب اللبناني والجولان السوري بالبقاء في حالة استنفار، إلى حد الطلب من الجنود قضاء حاجتهم »التبول والتغوط« في مكان خدمتهم وتفادي الدوريات الراجلة أو العسكرية إلا في الحالات الضرورية، معلقين على ذلك بالقول: »كسف لجيش يقضي أفراده حاجتهم تحت قدميهم أن يواجه قوة عسكرية مجهزة نفسيا وتكنولوجيا مثل حزب الله؟«.
نشر صواريخ »باتريوت« الدفاعية في كل مكان
ومن التقارير الأخرى التي تثبت مدى الرعب الصهيوني من المواجهة القادمة، تلك التي تتناول خطة نشر الصواريخ الدفاعية في جميع المدن والبلدات الصهيونية، وبالأخص مدينة حيفا. وجاء في هذه التقارير أن البطاريات المذكورة قد نصبت للمرة الأولى منذ حرب عام 2006، ومن المعروف أن صواريخ الباتريوت قد نصبت للمرة الأولى في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال حرب الخليج عام 1991، إلا أنها أخفقت في اعتراض 39 صاروخ »سكود« التي أطلقها العراق على كيان العدو، ويقول القادة الصهاينة إنه من المفروض أن تعمل هذه الصواريخ على »توفير الحماية من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تنطلق من لبنان«.
بندقية فتاكة وحرب عصابات مباشرة
وفي سياق الاستعدادات التي تتم في ظل انهيار شبه تام لمعنويات ضباط وجنود الاحتلال الصهيوني جراء هزيمتهم المرة أمام حزب الله منذ عامين، يكشف تقرير آخر في غاية الأهمية عن قيام القيادات العسكرية الصهيونية منذ أسبوعين تزويد القوات البرية ببندقية رشاشة من نوع جديد يطلق عليه اسم »تبور«، وهي من إنتاج المصانع الصهيونية، لتحل هذه البندقية محل البندقية الأمريكية »أم 16«، وهذه البندقية لها أربعة نماذج هي: »تي . أي . أر.21« وهي بندقية نظامية، و»سي.تي.أي.أر.21«، وهي بندقية قصيرة للكوماندوز، و»أم.تي.أي.أر.21« للقوات الخاصة، و»أس.تي.أي.أر21« المعدة للقناصة، ويبلغ طول هذه البندقية بأنواعها حوالي 73 سم ووزنها نحو 2.5 كغم فقط، وقطر الرصاصة حوالي 5.56 ملم، وبفضل الوزن الخفيف لهذه البندقية من الممكن أن تطلق النار بصورة دقيقة حتى أثناء الحركة، وفي الحرب في أماكن مأهول، وجهزت البندقية أيضاً للاستخدام الليلي بفضل تركيب جهاز رؤيا خاص عليها وبالإمكان تركيب قاذفة قنابل بسهولة كبيرة على البندقية، ويقول القادة الصهاينة إن تلك البندقية صممت خصيصا بأوامر القيادات العليا لتطوير شكل حرب العصابات مع حزب الله في مختلف الظروف، وقام العدو ـ حسب تقاريرنا ـ أن نشرية مرافقة وزعت على الضباط والجنود تحاول رفع معنوياتهم وتخبرهم بأن سلاحهم الجديد »سيسحق عدوهم سحقا«، لكن من الواضح من خلال هذه الخطوة أن العدو قد اعتمد بالفعل سياسة عسكرية جديدة في المواجهة القادمة وهي خوض حرب العصابات. ورغم أن السياسة الجديدة تعد تهورا أصبح من الصعب بل من المستحيل القضاء عليه بالطائرات والدبابات، ولا سبيل للتعامل معه إلا من خلال البر والمواجهة المباشرة«. وهنا يتضح لنا أن الحرب القادمة ستشهد لأول مرة مواجهات مباشرة بين الجيش الصهيوني والجيش السوري وحزب الله، وهو الأمر الذي يتمنّاه العرب منذ ستة عقود، من باب أن جميع الحروب العربية الصهيونية لم يمنح للعرب فرصة النزال المباشر مع عدو حقق انتصاراته من خلال الاختباء وراء التكنولوجيا الأمريكية المتطورة.
الهجوم الأمريكي "الكاسح" على إيران- الحلقة الرابعة
تفاصيل خطة تدمير المنشآت النووية الإيرانية
كشفنا في الحلقة السابقة خطط الكيان الصهيوني في الحرب المرتقبة، واليوم نكشف عن خطط ثاني دولة في المحور المعاد، وهي الولايات المتحدة، التي تشير تقاريرنا إلى أن جل تركيزها القتالي سينصب على إيران، باعتبار أن الأخيرة هي القوة الضاربة في المعسكر الإسلامي، والتي يتطلب "القضاء عليها" تسخير كافة إمكانيات الإمبراطورية الأمريكية وحلفائها.
من المعروف أن الاستعدادات للحرب على الجانب الأمريكي بدأت مبكرا، حتى أن الخطط وضعت سلفا قبل غزو العراق، وكثير من التقارير التي تم الكشف عنها خلال السنوات القليلة الماضية تؤكد أن هذا الغزو من ضمن أهدافه الرئيسية محاصرة إيران وتطويقها من ناحية الغرب بعد أن تمت محاصرتها من ناحية الشمال والشمال الغربي من خلال التواجد العسكري الأمريكي في كل من أذربيجان وتركيا، إضافة إلى التواجد العسكري الأمريكي المكثّف في الخليج ودوله من ناحية الجنوب، ومن ناحية الشرق هناك الوجود الأمريكي في أفغانستان، بالإضافة إلى القواعد العسكرية الأمريكية في باكستان، وبالتالي تعتقد واشنطن أنها أحكمت الطوق حول إيران، وأن الانقضاض عليها بات مسألة وقت، وفي الوقت نفسه قضية الحرب مرتبطة إلى حد كبيرٍ بظروف الكيان الصهيوني، وهو ما يفسر الاجتماعاتِ المتواصلة والدؤوبة للجان العسكرية والاستراتيجية الأمريكية خلال الشهور الأخيرة لتنسيق الأوضاع والاتفاق على موعد محدد، تكون فيه كافة الأطراف المعتدية على أهبة الاستعداد.
عملية "اللسعة القاتلة"
نبدأ بأولى التقارير التي تشير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، أقرت بالفعل منذ 45 يوما آخر خطة للهجوم على إيران، والتي أطلق عليها هذه المرة اسم "اللسعة القاتلة"، ومن المرجح أن يتم تنفيذ هذه الخطة تحديدا في المعركة المقبلة. ووصلت درجة الاختراق في الحصول على تفاصيل هذه الخطة حد معرفة ساعة ويوم التنفيذ، وحسب التقارير فهي في الرابعة من فجر السادس من أفريل المقبل. وبحسب التقارير دائما، فإن عملية "اللسعة القاتلة"، قد تستمر لمدة عشر ساعات، حتى الرابعة بعد ظهر نفس اليوم، وتتضمن ضرب حوالي 20 منشأة نووية إيرانية، بصواريخ تطلقها طائرات وغواصات أمريكية. وهذه العملية من المفترض أن تعطل البرنامج النووي الإيراني لمدة تتراوح بين خمسة وسبعة أعوام، حسب المخططين لها.
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: الجزائر
الجنس : ذكر
الهوايات: كرة القدم
الوظيفة: تقني درسات . هندسة مدنية
المشاركات: 132
معدل تقييم المستوى: 0
لأول مرة وحصري من جريد الشروق تفاصيل الحرب القادمة بين العرب واليهود يستحق التثبيت
الحرب.. لا كلمة سواها تعبر عما يحدث على جبهات القتال المرتقبة في الشرق الأوسط، ساحة معركة حقيقية ستطال سبعة أطراف مرشحة للزيادة إقليميا وعالميا، قتال يهدد بفتح الباب أمام حرب عالمية ثالثة، وإن شاء القدر ألا تقع هذه الأخيرة، فإن جحيم النزال المرتقب لن يحرق المنطقة فحسب، وإنما سيأخذ العالم إلى طريق اللا رجعة.. وهو طريق لم يستعد له أحد، ولم يميز ملامحه أحد...
التقارير السرية والمعلومات الاستخبارية التي حصلنا عليها عبر أكثر من مصدر مكنتنا إلى حد بعيد من رسم ملامح المعركة الوشيكة، وقربتنا من رصد ما يحدث وما سيحدث على جبهات الحرب، التي ستطال مبدئيا لبنان وسوريا وإيران والسعودية والكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وهي الحرب التي انطلقت شرارتها الأولى بالأراضي المحتلة يوم الأربعاء 27 فيفري الماضي، في انتظار اكتمال الانتشار العسكري الأمريكي في الخليج والبحر المتوسط. وعبر هذا الملف تعرض "الشروق" عبر حلقات الاستعدادات العسكرية والميدانية على جميع الجبهات، كما ننفرد بكشف وثائق سرية تحدد تفاصيل الحرب وسير المعارك يوما بيوم.
ساعة الصفر
هكذا إذن أغلق ملف "الحلول السلمية"، فلم يعد هناك مجال للتكهنات بشأن الحرب الإقليمية التي يسوق لها منذ فترة، هذه الحرب التي يمكننا القول عنها الآن إنها قاب قوسين أو أدنى، فالأحداث على الأرض والمعلومات التي بين أيدينا تؤكد أن المعارك ستندلع عقب القمة العربية مباشرة، أي في شهر أفريل القادم، وفي أحسن الأحوال في شهر ماي، وعندما نجزم بتحديد ساعة الصفر في ذاك التاريخ، فذلك مرده أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وضعا لنفسيهما جدولا زمنيا مدته شهر من أجل القضاء على حركة حماس، وتشير التقارير التي حصلنا عليها من جهات أمنية شرق أوسطية أن خطة تل أبيب التي صادقت عليها واشنطن في اجتماع طوكيو الذي جمع بين أولمرت ورايس واجتماع واشنطن الذي جمع بين وزيري الحرب الصهيوني والأمريكي تقضي بالقيام بعملية عسكرية صهيونية كاسحة في قطاع غزة تهدف إلى القضاء بشكل نهائي على حركة حماس والفصائل الفلسطينية المقاتلة، وذلك لـ "تأمين" الجبهة الداخلية الصهيونية قبيل المعركة الكبرى، في حين تصر بعض القيادات العسكرية الصهيونية على اعتبار ليلة 27 فيفري هي ساعة الصفر الحقيقية لتلك المعركة، باعتبار أن حماس هي أحد أعداء "إسرائيل"، والقتال معها في حرب واسعة بهذا الشكل يمثل بداية الحرب التي تهدف "القضاء" على أكثر من "عدو" في المنطقة، وهذا يكشف لنا أيضا أن الخسائر البشرية الفلسطينية ونزيف الدم الذي يطال المدنيين والأطفال الآن لن يتوقف قبل شهر، وأن عدد الضحايا والشهداء سيصل إلى أرقام مخيفة تتعدى الآلاف، خاصة وأن المعلومات تؤكد شراسة العملية البرية والغزو الصهيوني الشامل، فهذا الأخير الذي يحمل اسم "الشتاء الساخن" سينفذ من خلاله أبشع المجازر التي شهدتها البشرية، وبالمناسبة فإن التقارير تؤكد أن عددا من الحكام العرب كانوا على علم مسبق بميعاد هذه الحرب الإرهابية، وأيضا ميعاد انتهائها، ومن المثير للخجل والعار أن بعض الحكام يعرفون أيضا ميعاد ساعة الصفر فيما يخص الهجوم الصهيوني والأمريكي على سوريا وحزب الله وإيران، وكلنا يذكر القرار الذي اتخذته منذ يومين سفارتا كل من السعودية والكويت والذي دعا الرعايا السعوديين والكويتيين للخروج بأسرع وقت ممكن من لبنان، وهنا تشير التقارير التي بين أيدينا أن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها في الحرب المرتقبة بكثير من التفاصيل، ومنها "ساعة الصفر"، في حين أن بعض الدول الأوروبية لم تحظ بمثل تلك الثقة، فاقتصرت معلومات حلفاء واشنطن الغربيين على التقارير التي حصلوا عليها عبر عملائهم في المنطقة وواشنطن، والتي استطاعت أن تصل هي الأخرى لمعلومات مفيدة في ذات الشأن، وتتوقع تقاريرنا أن تصدر تحذيرات مشابهة من بعض الدول الغربية تدعو فيها رعاياها بمغادرة أو عدم السفر لسوريا ولبنان وكذلك منطقة الخليج.
الجميع تورط في الحرب
الضغط على سوريا والمقاومة لإقرار المحكمة الدولية وإبعاد المعارضة عن السلطة، لي ذراع إيران لإيقاف برنامجها النووي والمثول للقرارات الدولية، كل هذا الكلام وما تتداوله وسائل الإعلام حاليا في سياق التعليق على المستجدات العسكرية الخطيرة في المنطقة مجرد تراهات وقراءات خاطئة لما يجري على أرض الواقع، فلغة التهديد والوعيد انقضى أجلها، فقد حسمت واشنطن وحلفاؤها أمرهم، إنها الحرب التي يقولون عنها "لا بديل سواها"، وعندما نتحدث عن مشاركة 06 دول إقليمية والولايات المتحدة في هذه الحرب، فنحن لا نحصر دوائر القتال على هذه الدول، وإنما نقول إن تلك الأطراف هي التي ستنطلق بها المعركة، في حين أن الدلائل والتقارير تشير إلى أن جميع دول المنطقة ومعظم الدول العربية بما فيها الجزائر ستتورط بشكل أو بآخر في الحرب، وحتى تلك التي تحاول الوقوف على الحياد ستنجر رغما عنها للقتال، لذلك لا يستبعد القادة العسكريون في واشنطن وتل أبيب تمدد المعارك لتطال مناطق كثيرة من العالم، دون استبعاد شبح الحرب الكونية الثالثة. لكن مما لا شك فيه أن كافة الأطراف انتهت من الاستعداد للحرب، الجبهة المعتدى عليها -وإن كانت تأمل ألا تدخل المعركة في الوقت الراهن- جهزت نفسها جيدا، فيما راحت الجبهة الأمريكية الصهيونية تستقطب أنظمة عربية إلى هذه الحرب لدعمها، وربما لدفع كلفتها أيضا بحجةِ القضاء على الخطر الإيراني والأطماع الإيرانية في المنطقة، وهو ما وجد قبولاً لدى عدد من الأنظمة العربية المحيطة بالكيان، أما البعيدة عنه في منطقة الخليج فوافقت بعضها، بينما أعربت أنظمة خليجية أخرى عن قلقها من حربٍ كهذه في ظل تهديد إيران باستخدام سلاح غير تقليدي ضد الدول الخليجية الداعمة للحرب على إيران والذهاب إلى احتلالها إيرانيا بعد أن تضع الحرب أوزارها.
منيطلق الرصاصة الأولى؟
تقرير استخباري زودت به منذ أيام المخابرات الروسية حلفاءها في الشرق الأوسط، يتحدث عن خدعة صهيونية أمريكية تهدف للإجهاز على المنشآت النووية الإيرانية خلال أسابيع قليلة، وذلك أثناء عمليات تمويهية في فلسطين ولبنان، يقول التقرير: معظم المعلومات والأدلة تؤكد أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" ترجحان القيام بعملية شبيهة في التوقيت والظروف لتلك التي نفذت عام 1981، ففي ذلك الوقت ومع استمرار القصف الجوي "الإسرائيلي" ضد المخيمات الفلسطينية في لبنان، حاولت "إسرائيل" إبعاد الأنظار عما يجري في الجنوب، فحرضت قوات الكتائب اللبنانية للسيطرة على طريق زحلة في البقاع ودعمتها بإسناد جوي، نشأت على أثرها ما سمي بأزمة الصواريخ السورية، وكادت دمشق أن تدخل الحرب، فحاولت واشنطن إنقاذ حليفها بيغن الذي تعرض لهزة سياسية عنيفة آنذاك بخطة تدويل الأزمة اللبنانية، وبذلك تم تحييد سوريا لتتضاعف الأعمال العسكرية "الإسرائيلية" من جديد ضد جنوب لبنان، في معركة تمت تسميتها "معركة تقطيع الأوصال"، وفي خضم هذه الأجواء، وفي 07 جوان 1981 برزت الخطة "الإسرائيلية" الحقيقية عندما قام سلاح الجو "الإسرائيلي" بمهاجمة المفاعل النووي العراقي "أوزيراك" بالقرب من بغداد وتم تدميره. ويضيف التقرير: المنطقة تعيش هذه الأيام نفس الأجواء وما رافقها من تصريحات واستعدادات، والمعلومات المتوفرة الآن تؤكد أن مهاجمة المفاعلات النووية الإيرانية ستكون الرصاصة الأولى في الحرب القادمة، واقتراب البوارج العسكرية الأمريكية من شواطئ شرق المتوسط ليس إلا عملية تمويهية لإبعاد الأنظار عن الضربة التي تستهدف الأراضي الإيرانية من القواعد الإسرائيلية وكذلك الأمريكية الموجودة في الخليج.
مسلسل استهداف القادة تمهيدا للمعركة
"الإدارة الأمريكية في حالة جنون، ويمكن أن تقوم بأي شيء، وهي ستقوم بأي شيء"، هذه العبارة حصلنا عليها قبل أيام من تقرير خاص آخر بعثت به موسكو إلى عواصم معنية بالمواجهة المرتقبة مع واشنطن وتل أبيب، وهو كلام سبق أن شرحه الروس مباشرة لجهات معنية قبل مدة في إطار الحديث عن استعداد أمريكي مفتوح لشن حروب أكبر في المنطقة. ترافق هذه المعلومة تقارير تلقتها قوى المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس قبل أسبوع من العمليات الصهيونية في القطاع، تفيد بتشكل لجنة أمريكية ـ صهيونية تضم رؤساء أجهزة أمنية مركزية في تل أبيب وواشنطن، ومستشارين سياسيين بينهم شخصيات رئيسية في الحكومتين الأمريكية والصهيونية، وهذه اللجنة تعمل على إطلاق مرحلة متقدمة من مشروع مواجهة سوريا وإيران والمقاومة في فلسطين ولبنان، ناقل المعلومات تحدث عن برنامج عمل، على رأسه اغتيال شخصيات رئيسية، تعتقد واشنطن وتل أبيب أن غيابها يسهل المراحل التالية من المشروع. في سياق متصل، وقبل بضعة أسابيع، أوفدت دولة عربية تعاني مشكلات جدية في لبنان، شخصية أمنية ـ دبلوماسية لاستطلاع الموقف، والتقت شخصيات رئيسية في فريق السلطة، ثم اتصلت بقوى من المعارضة، وقبل مغادرتها طلبت الاجتماع إلى جهة غير لبنانية تربطها صلات بحزب الله لأجل تحقيق تواصل لم يتم، لكن هذه الشخصية أصرت على نقل رسالة مقتضبة، فيها: "هناك قرار كبير بتصفية عدد من الشخصيات الأساسية في حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي في كل من بيروت ودمشق"، وجدير بالذكر أن "الشروق" كانت أول من كشف بعضا من جوانب خطة الاغتيالات تلك، وكشفت عن التنسيق الاستخباراتي واللوجيستي الصهيوني ـ الأمريكي ـ العربي لاستهداف نصر الله ومشعل وهنية
.الأردن ساحة تدريب مفتوحة
ومنذ أيام قليلة أيضا تلقت بعض قوى المعارضة في لبنان تقريراً لافتا عن تفاصيل تتعلق بأعمال تدريب أمني وعسكري ناشطة في الأردن، وفيها معلومات عن أسماء لمعسكرات التدريب وأسماء الضباط المشاركين في التدريبات التي ركزت على دروس ذات بعد أمني، وتقاطعت هذه المعلومات مع نتائج تحقيقات سابقة في جرائم اغتيال تعرض لها مقاومون فلسطينيون في سوريا، وأظهرت أسماء ضباط أردنيين متورطين في جمع معلومات عن هؤلاء المقاومين. معلومة أخرى مهمة نقلتها شخصيات غادرت حديثا مواقعها في جهاز الاستخبارات الفرنسية إلى جهة في محور المواجهة مع واشنطن مفادها وقوع تدهور مرتقب ومدروس للأوضاع في لبنان، واحتمال حصول عمليات تفجير في سوريا من النوع الذي يشيع مناخات من الفوضى والتململ وعدم الاستقرار. وقالت هذه الشخصيات إن مشاريع قرارات بعقوبات متنوعة ضد سوريا سوف تكون جاهزة قريبا أمام مجلس الأمن الدولي، أو أمام دول أوروبية والولايات المتحدة، وإن الأسابيع الستة المقبلة ستشهد سخونة ربما قلبت الأمور رأساً على عقب.
... يتبع
في الحلقة الثانية
ـ "الشروق" تكشف لأول مرة جرائم الموساد في الجزائرـ "إسرائيل" تترقب ضربة جزائرية في الحرب القادمةـ تقارير استخبارية تحذر من خطورة الجيش الجزائري ـ تل أبيب تحذر من تدخل جزائري لصالح سوريا وإيران
التقارير الإخبارية تحذر من خطورة الجيش الجزائري
متوحشون... دمويون... بأسهم شديد، لديهم استعداد للتحالف مع الشيطان في وجه »إسرائيل«... فهم أكثر الشعوب كراهية لنا، دهاة... يصعب خداعهم... يستحيل تضليلهم...
وعبثا إثناءهم عن عقائدهم وثوريتهم، حاربناهم بشتى الطرق، وفي كل مرة يخرجون سالمين، تسببوا في هزيمتنا في حرب الغفران، ولن يتوانوا عن محاربتنا رغم أننا لم نشنّ عليهم حتى اليوم حربا علنية واحدة، جهوزيتهم العسكرية والقتالية على أهبتها، وجيشهم يتلهّف لمعركة مباشرة مع »إسرائيل«، ورّطناهم في صراع داخلي طاحن لنجتث شأفتهم... إلا أنهم باتوا أكثر قوة وخبرة«... هذه العبارات جزء مما أوردته التقارير الاستخبارية الصهيونية عن الجزائر والجزائريين في سياق الإعداد للمعركة القادمة مع العرب، واحتمال مشاركة الجزائر فيها. في الحلقة الأولى من هذا الملف عرضنا في عجالة مقدمة مختصرة للحرب التي اندلعت شرارتها في الأراضي المحتلة، وستأخذ منحنًى تصاعديا لتطال دولا إقليمية أخرى، وصولا إلى حرب شبه عالمية وربما عالمية.واليوم نتناول بعض ما تناولته تقارير استخبارية صهيونية عن احتمال مشاركة الجزائر في هذه الحرب، والجبهة التي ستقاتل عليها القوات الجزائرية. وبالمناسبة، فإن هذه التقارير لم تتناول الجزائر دونا عن بقية الدول العربية والإسلامية، فكل أولئك نالوا اهتمام المخططين الصهاينة، لكن المثير في الأمر، أن الجزئية التي تناولت الجزائر كانت أكبر وأوسع في المساحة من الجزئيات التي تناولت الدول الأخرى، حتى أن معدي التقارير أنفسهم أشاروا لتلك النقطة وعلقوا عليها بإسهاب.
الجزائريون في صفّ من؟
على عكس جميع الحروب العربية الصهيونية، وكذلك حروب الخليج الثلاثة، تأتي هذه الحرب في ثوب مموّه استطاع المخططون لها عبر سنوات من العمل أن يطمسوا الحق بالباطل، وأن يشوّهوا الصورة أمام أعين الشعوب العربية والإسلامية بغية زرع الفتنة وتشتيت الصفّ لإحراز النصر على الجميع بأقل خسائر ممكنة، فهذه الحرب تتيه بين ثناياها الأهداف التي يقاتل الجنود على بعض الجبهات من أجلها، ففي معسكر »إسرائيل« تقف الولايات المتحدة والسعودية والأردن وبعض الدول الخليجية والأوربية، بينما يقف في المعسكر المعادي إيران وسوريا وحزب الله وحماس، هذه الأخيرة التي بدأت عملية تصفيتها بالفعل، وهنا يتبادر السؤال إلى الأذهان: في أي صف ستقاتل الجزائر؟هل سيكون الإسلام والواعز الديني الذي تتحلى به الحكومة والشعب الجزائريين دافعا للوقوف بجوار الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، من باب أن بلد الحرمين الشريفين في هذا المعسكر؟، أم أن نهج المقاومة الذي قامت عليه الجمهورية الجزائرية، والذي ظلت حليفة له سياسيا وعسكريا وأيديولوجيا منذ الاستقلال وحتى اليوم، سيدفع الجزائر دفعا نحو معسكر سوريا؟، وهل ستكون الجزائر مجبرة على اختيار أحد الحلين، أم أن هناك مجال للسير في الطريق الثالث الذي ينأى بالجزائريين عن المعركة؟. بالطبع ليس هناك مجال هنا لاستطلاع رأي الشعب أو الحكومة الجزائرية في هذا الشأن، لكن التقارير الاستخبارية الصهيونية حاولت الإجابة على السؤال الصعب.
خبير صهيوني: الجزائر عدو للأبد
في الوقت الذي يعجز فيه التكهن والدراسات عن تحديد اختيارات الجزائر في الحرب العربية ـ الصهيونية الكبرى، يأتي الخبير الاستراتيجي الصهيوني »عاموس هرئيل« ليقطع الشك باليقين ـ مثلما يقول ـ ويضع نظريته التي يقول عنها إنها »الواقع الذي يصعب الالتفاف عليه«، وللإشارة فإن »هرئيل« محلل وخبير صهيوني يعتد به في مجال الشؤون العسكرية والخطط الحربية، وله مقال دائم في صحيفة »هآرتس«، وهو واحد من الفريق الصهيوني الذي رسم خطة الحرب القادمة، وتم تكليفه برصد مواقف وخيارات الدول العربية والإقليمية في الحرب المرتقبة، استنادا لتقارير استخبارية زودته بها الموساد.وفيما يخص الجزائر تحدث »هرئيل« قائلا: »يأتي الحديث عن أهم وأخطر دولة في الشمال الإفريقي وهي الجزائر، وعندما نتحدث عن هذا البلد علينا أن نتوقف كثيرا أمام دروس تاريخية تسبب تجاهلها في الماضي إلى تكبدنا خسائر فادحة«، ويضيف »هرئيل«: »من الخطأ الفادح ارتكان إسرائيل وراء البعد الجغرافي الذي يفصلها عن الجزائر، ومن العبث تجاهل هذا البلد غير المروّض باعتبار أنه ليس على خط المواجهة المباشرة«، وتحت عنوان »عدو للأبد«، في إشارة للشعب الجزائري، أسهب »هارئيل« بالقول: »الجزائريون من أكثر الشعوب العربية كرها لدولة إسرائيل، وهم لديهم الاستعداد للتحالف مع الشيطان في وجهنا، إنها كراهية عجزنا عن إزالتها طيلة العقود الماضية، كما أننا فشلنا في القضاء على هؤلاء الأعداء الذين لم ندخر جهدا من أجل دحرهم أو القضاء عليهم«.
هزيمة »إسرائيل« في الجزائر
الخبير الصهيوني حاول على طريقته تفسير هذه الكراهية، ولأنه صهيوني ملحد فهو لم يدخر جهدا في الإساءة للإسلام والمسلمين، فخلص بالقول: »لطالما عجزت إسرائيل عن فهم سبب كراهية الجزائريين لنا، إلا أنني تمكنت عبر سنين من الدراسة والتحليل من فك طلاسم هذا اللغز المحيّر، والذي يتلخص في التركيبة النفسية والعقائدية التي تهيمن على هذا الشعب، الذي يسيطر عليه التطرف الديني إلى أبعد حد، فهم من أشد الشعوب الإسلامية اتباعا لتعاليم القرآن وأقاويل محمد والتي في مجملها تغذي التطرف والكراهية في النفوس تجاه اليهود، وفي الوقت الذي نجحت فيه إسرائيل في القضاء على هذه المعتقدات الدموية عند كثير من الشعوب الإسلامية، إلا أننا عجزنا حتى الساعة من اختراق النسيج الجزائري، والجزائريون يبدون من منظرهم الخارجي أكثر اعتدالا وحبّا لنا ولنموذجنا العالمي في الحرية والتفتح على الآخر، إلا أن حقيقتهم غير ذلك تماما، فهم يخفون وراء ملابسهم رجال دين أشد تديّنا من حاخامات إسرائيل، أو كما يسمونهم في عقيدتهم شيوخا«، ويختتم »هارئيل« هذه الفقرة بالقول: »لقد انتصرنا على الإسلام في كل مكان، لكن الإسلام هزم إسرائيل في الجزائر«.
الجزائريون مصاصو دماء في نظر الصهاينة
وفي فقرة مضحكة من تقرير »عاموس هارئيل« جاء فيها على لسان هذا الأخير قوله: »من خلال التجارب السابقة اتضح لي ولكثير من الساسة والخبراء الإسرائيليين أن الجزائريون متوحشون ودمويون فيما يتعلق بنظرتهم لنا، وتتغذى هذه الدموية باستمرار من السياسات العدوانية تجاهنا من قبل الحكومات الجزائرية المتتابعة، وهي السياسات التي جعلتنا نفشل في إيجاد منفذ نتحرك من خلاله بحرية بين الجزائريين«. وفي السياق ذاته، يكشف الخبير الصهيوني بشكل مباشر عن تورط الموساد في الجرائم الإرهابية التي عصفت بالجزائر في العشرية السوداء بالقول: »لقد حاولنا تحويل هذه الدموية بشكل ذكي لتحرق الجزائريين أنفسهم، ففجّرنا الحرب الأهلية بين صفوفهم، لكنها اندلعت وانتهت دون أن تحقق أي مكاسب لإسرائيل، ولم نجنِ من هذه الحرب التي كلفتنا الكثير سوى إبعاد الجزائر لفترة زمنية قصيرة عن صراعنا مع العرب، بل إن الجزائر خرجت أكثر قوة من هذه الحرب، واستفادت الكثير من الخبرات التي حرمتنا من استخدام نفس السلاح مستقبلا، خاصة وأن الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الحكومات الإسرائيلية السابقة في هذا الشأن مكنت الجزائر من اكتشاف دورنا في تلك الحرب. وعلى عكس نجاح برامجنا في العراق ولبنان وفلسطين بسبب الاحترافية والذكاء المفرط للموساد في إخفاء أثارنا، إلا أن يد إسرائيل كانت مكشوفة بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي، وهو ما يعني تحيط الجزائريين من أي برامج إسرائيلية مستقبلية في هذا البلد المعادي«.
سلاح الدين مرة أخرى
ويواصل »هارئيل« كلامه عن الجزائر بالقول: »إنني عندما أخص الجزائر بكل تلك المساحة، وعندما أستفيض في هذه المقدمة أحثّ الساسة الإسرائيليين على تغيير سياساتهم الخاطئة في هذا البلد قبل فوات الأوان، هذا إن لم يكن قد فات بالفعل. فعلى عكس إنجازاتنا المثمرة في ليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا وإفريقيا عموما، تظل السياسات الإسرائيلية متخبّطة وغير فعالة في هذا البلد الذي تكشف التقارير مدى خطورته على أمن ومستقبل إسرائيل«. ويكشف المحلل الصهيوني معلومات أخرى أشد خطورة حين يقول: »من الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الموساد إضاعة الوقت في استخدام سلاح الدين مرة ثانية وثالثة في الجزائر، فعندما راهن الوزير يتسحاك كوهين على نظرية المد الإسلامي الذي يعرف بالسلفي، في هذا البلد تناسى أن الجزائر يختلف كليّا عن العراق ولبنان، فهذه الخطة التي أقررناها منذ منتصف التسعينيات والقاضية بنشر فكر معتدل يخدم مصالحنا ويطفئ كراهية المسلمين لنا ويمهد لإشعال نار حروب طائفية جديدة بين المسلمين أنفسهم، كان من الخطأ الفادح اعتبار الجزائر قاعدة لها أو نقطة انطلاق لبقية مناطق الشمال الإفريقي، فقد تلقينا الهزيمة من جديد أيضا في الجزائر، وفي هذا السياق لا ألوم حلفاءنا العرب ورجال الدين المعتدلين الذين بذلوا جهودا كبيرة من أجل إيصال رسالتنا للشباب الجزائري، ولكن ما هي النتيجة؟ للأسف يزعجني أن أقول: صفر، فبعد هذه السنوات الكثيرة لم تصل الرسالة إلا لعدد محدود جدا، وبقيت الكراهية والخطورة على حالها، ولو نزل أي عميل لنا على الأراضي الجزائرية سيجد أن الأعداء أكبر بكثير من الأصدقاء«.
آخر الحروب الفاشلة
ويتحدث المصدر الصهيوني عن مؤامرة ثالثة تؤكد علاقة »القاعدة« في الجزائر بالموساد فيقول: »في حين أن حربنا العقائدية الثانية فشلت في الجزائر لعجز رسالتنا عن الوصول للطبقات الفاعلة من مثقفين وسياسيين واقتصارها على البسطاء ومحدودي التأثير في المجتمع، فإن حربنا الثالثة فشلت بسبب عجزنا عن تقديم الدعم لـ»القاعدة« في الجزائر والشمال الإفريقي عموما، وهنا أوجه اللوم للموساد الذي يتحمل عبء التقصير في إنجاز مهامه وتطوير خططه في ظل تطور القدرات الأمنية والاستخبارية في الجزائر، وهو ما تسبب في وقوع فشل لم يكن في الحسبان، جعل الساسة الجزائريين في موقع قوة وثقة أمام الشعب الجزائري في مجال السيطرة على الأمور، وهو ما يعني أن عملية الفصل بيت الحاكم والمحكوم في هذا البلد فشلت بدورها«.
خطر المواجهة الجزائرية الصهيونية
يقول »هارئيل« بعد هذه المقدمة أخلص بالقول، إن استهداف الجزائر من خلال الحروب الباطنية لم يجدِ نفعا، وأن هذا البلد قد نجد أنفسنا يوما في مواجهة مباشرة معه، بل إنني أجزم بأن ضربة غير متوقعة ستوجه لنا من جديد من هناك، لكن هذه الضربة ستكون أشد قسوة من ضربة حرب الغفران. وغني عن البيان التذكير بالهزيمة التي لاقيناها في سيناء عام 1973 بسبب الجزائر، ورغم مرارة هذه الهزيمة وخطورة الدور الذي لعبه هذا البلد والذي أدى في النهاية إلى انكسارنا للمرة الأولى في تاريخنا، فإن دور أشد قسوة قد تشهده الأيام المقبلة؛ دور أخشى أن أتوقع فيه مشاركة الجيش الجزائري في الحرب بشكل مباشر في صف أعدائنا، خاصة وأن العلاقات التي تربط الجزائر بسوريا وإيران والتي تتنامى بشكل تصاعدي ترجح ميل هذا الثلاثي لتشكيل حلف يقلب موازين اللعبة، فعبثا المراهنة على تحييد الجزائر عن الحرب، في ظل الظروف التي شرحتها سلفا، تخلق رغبة دفينة لدى الجزائريين تدفعهم لمحاربتنا، خاصة وأنهم دائما يتلهفون للحصول على فرصة مجابهتنا بشكل مباشر منذ حرب 73 ، وعبثا تضييع الوقت مرة أخرى باتباع سياسة التخويف والترهيب فهي لن تحقق شيئا مع أناس دهاة يصعب خداعهم ويستحيل تضليلهم أو إثناءهم عن عقائدهم«.
بوتفليقة العدو الخطير
ولم يغفل التقرير السياسات الجزائرية وذكر معدّه بشكل مباشر الرئيس بوتفليقة، فهو يقول: »وجود رجل مثل بوتفليقة على رأس هرم السلطة في الجزائر يجبرنا على اتباع أقصى درجات الحذر، فبرغم المواقف المعتدلة التي يبديها الرجل ورغم الحيادية التي يحاول أن يوهم الجميع بها، إلا أن تاريخه ومواقفه تجبرنا على عدم الثقة به، فأنا أؤكد وأعتقد أن الكثيرون في إسرائيل يشاطرونني الرأي بأن هذا الرجل لا يقل خطورة عن عدونا بومدين، وبالرغم من أن سياساته تؤكد رغبته في تعويض الجزائر ما فاتها، ووضع الجزائريين في مكان لائق على خارطة الشعوب تحت مظلة سلمية آمنة، إلا أن هذه الرغبة لا تخفي طموح الرجل في إرجاع بلده بقوة إلى الواجهة والتأثير في القرار الإقليمي والدولي، والدليل أنه يعمد في غفلة منّا إلى تطوير وتحديث جيشه بصورة مثيرة للقلق، وأعتقد أن رجلا حمل السلاح يوما وشارك في حكومة شاطرت إسرائيل العداء؛ رجلا على شاكلة أعدائنا تشافيز وكاسترو ونجاد، يستحيل إعطاءه ظهرنا«.واختتم بالقول: إنه علينا أن نضع الجزائر نصب أعيننا في المواجهة القادمة، وأن ندفع واشنطن وحلفاءنا الأوربيين إلى تعزيز الانتشار العسكري في المتوسط لتحييد الجيش الجزائري، وإبعاد شبح الطعنة من الخلف«
.يتبع
تفاصيل خطة الهجوم الصهيوني - الحلقة الثالثة
تطويق جنود المقاومة وأسر نصر الله حيًّا
أوصال ترتجف... عيون شاخصة... قلوب استبدّ الخوف بها، وخطط واستعدادات على قدم وساق في جميع أفرع الجيش الصهيوني، هذه هي صورة العلاقة بين الجنود والقادة الصهاينة قبيل الحرب المرتقبة، الجنود يعيشون حالة رعب غير مسبوق جراء هزيمتهم عام 2000، والقادة يضحون بالأرواح والعتاد في سبيل إنقاذ «إسرائيل» من النهاية الحتمية التي باتت تطرق أبواب صهيون.
في هذه الحلقة تتعرض الشروق للاستعدادات الصهيونية العسكرية للحرب، ومن خلال سلسلة من التقارير الاستخبارية السرية نرصد ما يحدث على جبهة العدو، ونكشف الكثير من خططه القتالية التي أعدها القادة الصهاينة للمعركة.
خطط للقضاء على حزب الله
ونبدأ هنا بتقرير وضع على طاولة رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية الجنرال »عاموس يدلين«، والذي أعده له فريق من الخبراء العسكريين على رأسهم »أيهود يعاري«، التقرير يضع فرضيات الحرب، ويطرح خمس خطط تهدف للقضاء على أحد أطراف الحرب وهو حزب الله وملخص ما جاء في التقرير: »أصبحت القوات على أهبة الاستعداد لتطبيق إحدى هذه الخطط الخمس، أولى هذه الخطط تقضي بأن يبتعد الجيش الإسرائيلي عن حرب المواجهة المباشرة مع مقاتلي حزب الله أو إطالة أمد المعركة، إضافة إلى تجنب الدخول في أي حرب استنزاف، لذلك تم تجهيز أنماط قتال أخرى مثل العزل والتطويق والحرب الخاطفة على غرار النظرية الألمانية في الحرب العالمية الثانية »بلتز كريغ« والتي تعني استخدام قوات كبيرة وبشكل مفاجئ، والضرب على الرأس لفقدان الخصم عنصري السيطرة والقيادة كما جرى في الحرب على العراق، وتشتيت القوات والإمكانات وتعطيل الاتصالات، وتكثيف الانزالات على التلال والطرق والانقضاض على المواقع المعزولة والابتعاد عن المواقع المستعدة منها، والاعتماد على أسلحة الإسناد بكثافة تمهيدا للقوات البرية، وقد تم تدريب الوحدات على هذا النمط القتالي الجديد«. ويضيف التقرير: »أما الخطة الثانية فهي تقضي القيام بعملية شبيهة بعملية اجتياح الليطاني عام 1978 من حيث المكان والأسلوب، لكنها لا تفي بغرض القضاء على قوات حزب الله، لذلك لابد من الاختراق بالعمق برأس جسر قاعدته الطريق الساحلي والبحر وصولا إلى الزهراني والاتجاه شرقا نحو النبطية ومرجعيون، أما الخطة الثالثة فهي عملية فكي كماشة من القاطع الشرقي مرجعيون ـ النبطية ـ الزهراني ومن الغربي والبحر على الطريق الساحلي من الناقورة ـ صور ـ القاسمية ـ الزهراني. بينما تقضي الخطة الرابعة اتباع أسلوب فكي كماشة، بالإضافة لاختراق الوسط »بنت جبيل ومارون الرأس وعيترون«، لكن كلفة هذه الخطة في الأرواح ستكون باهظة، وتبقى الخطة الخامسة التي ترمي إلى مهاجمة قوات حزب الله في كل مواقعها من البر والبحر والجو لمدة 48 ـ 72 ساعة، يتبعها اجتياح شامل مثل عملية سلامة الجليل 1982، ومن خلال ذات الخطة يتم الاختراق والوصول إلى بعلبك بمحاذاة الحدود السورية ومهاجمة يوريا بريا من هذا المحور«. ويضيف التقرير: »بالمقابل، فإن حزب الله وقواته العسكرية وهم على تماس دائم ودراية كافية بهذه الاحتمالات ويعدّون العدة لمواجهتها، وأعلنوا غير مرة على تنفيذ التدريبات اللازمة على فرضيات محتملة، معتقدين عدم إمكانية تحويل الجيش الإسرائيلي النظامي إلى خوض الحرب البرية بمجموعات حرب العصابات، لذلك فهم يراهنون على استدراجنا لحرب استنزاف طويلة، وجرنا إلى مناطق قتالية مجهزة، ومن خلال تداخل القوات يبطلون فعالية أسلحة الإسناد الصهيونية، لتجد إسرائيل نفسها في معركة مفروضة عليها لا تستطيع إنهاؤها كما لا تستطيع الحسم أو تحقيق النصر فيها، لكن على أية حال لا مفرّ أمامنا من الانجرار لهذه الحرب البرية الخطيرة، فقوة حزب الله الآن تجبرنا على التسليم بأن خسائر المواجهة معه ستكون كبيرة«.
خطة »الاستئصال السرطاني«
وتكشف تقاريرنا أيضا خطة أخرى قد ينفذها الكيان الصهيوني في الحرب المقبلة، الخطة التي تحمل اسم »الاستئصال السرطاني« وضعها فريق رئيس الأركان الصهيوني جابي اشكنازي، وملخص الخطة كما ينمّ عليها اسمها القيام بعمليات داخل سوريا ولبنان، سيكون الاعتماد الأول فيها على وحدات الكوماندوز والمظليين بهدف اغتيال القيادات العسكرية وربما السياسية داخل سوريا وصفوف حزب الله، بل إنها تذهب لأبعد من ذلك عندما تتحدث عن سيناريو اختطاف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اعتمادا على عمليات إنزال كبيرة للقوات المظلية في الضاحية الجنوبية لتكون المواجهة في الخطوط الخلفية للمقاومة الإسلامية، والقضاء على قيادات المقاومة، وشل قدرتها على السيطرة، ومن ثم محاصرة الأماكن التي يفترض أن يتواجد بها نصر الله، ومن ثم إيقاعه حيّا في الأسر، وهو ما يعني ـ حسب المخططين ـ إنهاء الحرب على الجبهة اللبنانية عن طريق مساومة المقاومة اللبنانية على حياة أمينها العام، لكن الخطة تحدثت عن دعم مباشر من قبل بعض القوى السياسية اللبنانية لإتمام هذه العملية، أي أنها ترتكن بالدرجة الأولى إلى »الخيانات الداخلية«.
عمليات الإبادة الشاملة
وإذا كانت خطة أسر السيد حسن نصر الله تحمل الكثير من التفاؤل على الجانب الصهيوني، إلا أن خطة القصف العشوائي لسوريا ولبنان، قد تكون أقرب للتطبيق في ظل غياب الضمير الإنساني الذي يتساهل في أمر الإبادة الجماعية للمدنيين إذا تعلق الأمر بالمسلمين، فمن ضمن التقارير التي لدينا يتضح أن الكيان الصهيوني قد يقدم على عمليات إبادة وحشية في حق المدنيين من خلال قصف الطائرات بدون تمييز للمواقع العمرانية ذات الكثافة السكانية العالية، وهو ما قد يوقع عشرات بل مئات الآلاف، الأمر الذي يجبر الأطراف »المعادية« على التسليم، وهنا لا نستبعد استخدام العدو لأسلحة فتاكة، ليكون التأثير على القيادة السورية وحزب الله مشابها لما وقع لليابان في الحرب العالمية الثانية.
المعارك البرية سمة الحرب المقبلة
وأيّا كانت اختيارات العدو لتلك الخطط، فإن ثمة تقارير ترصد الاستعدادات الصهيونية للحرب المقبلة فقد أكدت أجهزة المراقبة في كل من سوريا وحزب الله على استمرار التدريبات المكثفة في منطقتي البقيعة والجولان الواقعتين في شمال فلسطين المحتلة. وقد اختار الجيش االصهيوني هاتين القريتين باعتبارهما أقرب شبها لقرى لبنان الجنوبية، وفي »البقيعة« رصدت المقاومة الإسلامية اللبنانية تدريبات عسكرية في القرية التي طالتها صواريخ المقاومة خلال حرب 2006، حيث تتدرب كتائب خاضعة للواء الشمالي في الجيش الصهيوني على طرق اختراق المناطق السكنية والمأهولة، بينما تتدرب كتيبة »حيرف« على أعمال الاقتحام العشوائية والإبادة الشاملة للأحياء في القرى اللبنانية. في الوقت ذاته تجري كتيبة »غولاني« تدريبات متواصلة في عدة قرى ومدن فلسطينية من بينها الطيرة، الفريديس، الناصرة وشفاعمرو.
تجهيز الملاجئ وتوزيع الأقنعة الواقية بسرية تامة
وثيقة أخرى من بين الوثائق السرية التي تكشف عن مدى الاستعدادات الأمنية الصهيونية للحرب، جاء فيها أن مسؤولا كبيرا في الدفاع المدني الصهيوني صرح أمام تابعيه قائلا بأنه »بناء على نوع وأسلوب التعليمات التي تلقاها من قادة الجيش فإن حربا كبيرة ستقع في الربيع ـ الصيف القادم ضد إيران وسوريا وحزب الله، وأن القيادة العليا قدمت له خطة تقضي بكيفية تأمين المدنيين، وأن الأوامر للمواطنين هي الاختباء قريبا من البيوت وفي الملاجئ الخاصة والعامة القريبة من مكان سكناهم، لأن الحرب سيطول أمدها، وسيطال القصف بالصواريخ كل زاوية من البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. كما أوضحت الوثيقة أن المسؤول أبلغ مرؤوسيه بأنه دائما في اجتماعات مكثفة مع مسؤولي الدفاع المدني في المناطق المختلفة لتوجيههم في كيفية التجهيز للحرب وتحضير الملاجئ وطواقم العمل في حالة تعرض مناطقهم للقصف، كما أنه تم تحضير منشورات للمواطنين عن كيفية التصرف في الحرب، وتعيين غرفة عمليات وتجهيزات خاصة واختصاصي نفسي لمعالجة حالات الذعر. أما المثير للتساؤل أنه وعلى غير عادتها، فإن قيادة الجبهة الداخلية الصهيونية تعمل على تغيير الكمامات والأقنعة الواقية ضد الأسلحة الكيماوية والجرثومية بسرية وهدوء. وسرية هذه الحملة التي تتم الآن في الوسط اليهودي تأتي على عكس ما تعودت عليه هذه القيادة من نشر إعلانات واضحة في وسائل الإعلام المختلفة تدعو من خلالها المواطنين للحضور إلى مراكز معينة لتغيير الكمامات، وما يحدث الآن أن تلك الحملة تتحرك من بيت إلى بيت مع استثناء الوسط العربي من تلك العملية.
تحصين مفاعل ديمونا النووي جنوب فلسطين
ولأن الكيان الصهيوني متأكد من وصول صواريخ المقاومة اللبنانية وسوريا وإيران إلى درجة عالية من القوة والقدرة التي تمكنها من تغطية جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن معلومات استخبارية أخرى أكثر سرية وأهمية حصلت عليها استخبارات حزب الله مفادها، أن منطقة المفاعل النووي الصهيوني القريب من ديمونا في النقب شهدت في الأيام الأخيرة حالة تأهب قصوى. وتقول المعلومات إنه تم تعزيز الدفاعات الجوية في المنطقة بثلاث بطاريات صواريخ »باتريوت«، ورفعت حالة التأهب حوالي ثلاثين مرة خلال الأيام الماضية. وتشير المعلومات أنه صدرت أوامر بإسقاط كل طائرة مدنية في خط القاهرة أو خط عمان تنحرف عن مسارها، فالقوة التي تم تدريبها على تشغيل بطاريات الصواريخ مخولة بإطلاق النار باتجاه كل طائرة تقترب من المجال الجوي للمفاعل النووي.
رعب غير مسبوق داخل الكيان الصهيوني
تقارير أخرى ترصد الحالة النفسية داخل صفوف العدو، تخلص إلى أن الرعب والفزع يجتاحان الدولة الصهيونية تحسبا للحرب القادمة. وأضافت التقارير، أن المحللين العسكريين في الكيان الصهيوني والذين كانوا يتولون مناصب عليا في جيش الاحتلال يحذرون من خطر المواجهة القادمة، معلقين بالقول: »إن ما لدى حزب الله من قوة عسكرية وعتاد وسلاح وصواريخ تفوق ما كان لديه في السابق، وحرب 2006، التي قادها حسن نصر الله باقتدار، وهزم فيها جيشنا الذي لا يقهر ليست ببعيدة عن ذاكرة شعب باتت الهزيمة محفورة في ذاكرته، والخوف من الآت يؤرّق حياته«. واستند هؤلاء المحللون إلى القرارات العسكرية التي صدرت عن قيادة الجيش الصهيوني، والتي أمرت فيها منذ أيام الجنود والضباط على طول خطي جبهتي الجنوب اللبناني والجولان السوري بالبقاء في حالة استنفار، إلى حد الطلب من الجنود قضاء حاجتهم »التبول والتغوط« في مكان خدمتهم وتفادي الدوريات الراجلة أو العسكرية إلا في الحالات الضرورية، معلقين على ذلك بالقول: »كسف لجيش يقضي أفراده حاجتهم تحت قدميهم أن يواجه قوة عسكرية مجهزة نفسيا وتكنولوجيا مثل حزب الله؟«.
نشر صواريخ »باتريوت« الدفاعية في كل مكان
ومن التقارير الأخرى التي تثبت مدى الرعب الصهيوني من المواجهة القادمة، تلك التي تتناول خطة نشر الصواريخ الدفاعية في جميع المدن والبلدات الصهيونية، وبالأخص مدينة حيفا. وجاء في هذه التقارير أن البطاريات المذكورة قد نصبت للمرة الأولى منذ حرب عام 2006، ومن المعروف أن صواريخ الباتريوت قد نصبت للمرة الأولى في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال حرب الخليج عام 1991، إلا أنها أخفقت في اعتراض 39 صاروخ »سكود« التي أطلقها العراق على كيان العدو، ويقول القادة الصهاينة إنه من المفروض أن تعمل هذه الصواريخ على »توفير الحماية من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تنطلق من لبنان«.
بندقية فتاكة وحرب عصابات مباشرة
وفي سياق الاستعدادات التي تتم في ظل انهيار شبه تام لمعنويات ضباط وجنود الاحتلال الصهيوني جراء هزيمتهم المرة أمام حزب الله منذ عامين، يكشف تقرير آخر في غاية الأهمية عن قيام القيادات العسكرية الصهيونية منذ أسبوعين تزويد القوات البرية ببندقية رشاشة من نوع جديد يطلق عليه اسم »تبور«، وهي من إنتاج المصانع الصهيونية، لتحل هذه البندقية محل البندقية الأمريكية »أم 16«، وهذه البندقية لها أربعة نماذج هي: »تي . أي . أر.21« وهي بندقية نظامية، و»سي.تي.أي.أر.21«، وهي بندقية قصيرة للكوماندوز، و»أم.تي.أي.أر.21« للقوات الخاصة، و»أس.تي.أي.أر21« المعدة للقناصة، ويبلغ طول هذه البندقية بأنواعها حوالي 73 سم ووزنها نحو 2.5 كغم فقط، وقطر الرصاصة حوالي 5.56 ملم، وبفضل الوزن الخفيف لهذه البندقية من الممكن أن تطلق النار بصورة دقيقة حتى أثناء الحركة، وفي الحرب في أماكن مأهول، وجهزت البندقية أيضاً للاستخدام الليلي بفضل تركيب جهاز رؤيا خاص عليها وبالإمكان تركيب قاذفة قنابل بسهولة كبيرة على البندقية، ويقول القادة الصهاينة إن تلك البندقية صممت خصيصا بأوامر القيادات العليا لتطوير شكل حرب العصابات مع حزب الله في مختلف الظروف، وقام العدو ـ حسب تقاريرنا ـ أن نشرية مرافقة وزعت على الضباط والجنود تحاول رفع معنوياتهم وتخبرهم بأن سلاحهم الجديد »سيسحق عدوهم سحقا«، لكن من الواضح من خلال هذه الخطوة أن العدو قد اعتمد بالفعل سياسة عسكرية جديدة في المواجهة القادمة وهي خوض حرب العصابات. ورغم أن السياسة الجديدة تعد تهورا أصبح من الصعب بل من المستحيل القضاء عليه بالطائرات والدبابات، ولا سبيل للتعامل معه إلا من خلال البر والمواجهة المباشرة«. وهنا يتضح لنا أن الحرب القادمة ستشهد لأول مرة مواجهات مباشرة بين الجيش الصهيوني والجيش السوري وحزب الله، وهو الأمر الذي يتمنّاه العرب منذ ستة عقود، من باب أن جميع الحروب العربية الصهيونية لم يمنح للعرب فرصة النزال المباشر مع عدو حقق انتصاراته من خلال الاختباء وراء التكنولوجيا الأمريكية المتطورة.
الهجوم الأمريكي "الكاسح" على إيران- الحلقة الرابعة
تفاصيل خطة تدمير المنشآت النووية الإيرانية
كشفنا في الحلقة السابقة خطط الكيان الصهيوني في الحرب المرتقبة، واليوم نكشف عن خطط ثاني دولة في المحور المعاد، وهي الولايات المتحدة، التي تشير تقاريرنا إلى أن جل تركيزها القتالي سينصب على إيران، باعتبار أن الأخيرة هي القوة الضاربة في المعسكر الإسلامي، والتي يتطلب "القضاء عليها" تسخير كافة إمكانيات الإمبراطورية الأمريكية وحلفائها.
من المعروف أن الاستعدادات للحرب على الجانب الأمريكي بدأت مبكرا، حتى أن الخطط وضعت سلفا قبل غزو العراق، وكثير من التقارير التي تم الكشف عنها خلال السنوات القليلة الماضية تؤكد أن هذا الغزو من ضمن أهدافه الرئيسية محاصرة إيران وتطويقها من ناحية الغرب بعد أن تمت محاصرتها من ناحية الشمال والشمال الغربي من خلال التواجد العسكري الأمريكي في كل من أذربيجان وتركيا، إضافة إلى التواجد العسكري الأمريكي المكثّف في الخليج ودوله من ناحية الجنوب، ومن ناحية الشرق هناك الوجود الأمريكي في أفغانستان، بالإضافة إلى القواعد العسكرية الأمريكية في باكستان، وبالتالي تعتقد واشنطن أنها أحكمت الطوق حول إيران، وأن الانقضاض عليها بات مسألة وقت، وفي الوقت نفسه قضية الحرب مرتبطة إلى حد كبيرٍ بظروف الكيان الصهيوني، وهو ما يفسر الاجتماعاتِ المتواصلة والدؤوبة للجان العسكرية والاستراتيجية الأمريكية خلال الشهور الأخيرة لتنسيق الأوضاع والاتفاق على موعد محدد، تكون فيه كافة الأطراف المعتدية على أهبة الاستعداد.
عملية "اللسعة القاتلة"
نبدأ بأولى التقارير التي تشير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، أقرت بالفعل منذ 45 يوما آخر خطة للهجوم على إيران، والتي أطلق عليها هذه المرة اسم "اللسعة القاتلة"، ومن المرجح أن يتم تنفيذ هذه الخطة تحديدا في المعركة المقبلة. ووصلت درجة الاختراق في الحصول على تفاصيل هذه الخطة حد معرفة ساعة ويوم التنفيذ، وحسب التقارير فهي في الرابعة من فجر السادس من أفريل المقبل. وبحسب التقارير دائما، فإن عملية "اللسعة القاتلة"، قد تستمر لمدة عشر ساعات، حتى الرابعة بعد ظهر نفس اليوم، وتتضمن ضرب حوالي 20 منشأة نووية إيرانية، بصواريخ تطلقها طائرات وغواصات أمريكية. وهذه العملية من المفترض أن تعطل البرنامج النووي الإيراني لمدة تتراوح بين خمسة وسبعة أعوام، حسب المخططين لها.
عدل سابقا من قبل أبو نواف الحسني في الأحد مايو 09, 2010 1:17 pm عدل 1 مرات
تابع للموضوع الحروب القادمة على العرب
خطة إخلال موازين القوى إقليميا وعالمي
ا لكن من أين سينطلق هذا الهجوم؟ من القواعد الأمريكية في الخليج أم من "إسرائيل" أم من أفغانستان؟ أم من بقعة أخرى؟ الإجابة صعبة إلى حد بعيد، خاصة وأن الانتشار العسكري الأمريكي يغطي الكرة الأرضية تقريبا، التقرير الذي نتناوله الآن يقربنا من الإجابة على السؤال، وفي الوقت ذاته هو واحد من أهم وأخطر التقارير العسكرية، لما يحمله من تداعيات خطيرة على موازين القوى في الشرق الأوسط والعالم تمهيدا للمعركة المقبلة، فمعلومات التقرير تكشف عن مشروع تجري تفاصيله في الظلام لإنشاء قاعدة جوية أمريكية في شمال لبنان، وهذا المشروع إن تم، فمن شأنه أن يحدث اختلالا كبيرا في موازين القوى لصالح العدو، لأن تلك القاعدة ستستخدم بدورها في الهجوم على إيران وسوريا بشكل يشل قدرة البلدين عن صد الهجوم، ويعزز من صدقية هذا التقرير معلومات أخرى تفيد بأن التكثيف العسكري الأمريكي قبالة شواطئ لبنان هدفه الخفي وضع اللمسات الأخيرة على هذا المشروع العدواني وحمايته من أي استهداف سوري، بيد أن هذه القاعدة تحديدا من شأنها أن تشعل درجة التوتر على أكثر من جبهة لتطال دول عالمية أخرى وفي مقدمتها روسيا التي لها قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري. معلوماتنا تؤكد أن القاعدة الأمريكية ستقام في بلدة القليعات التي تحوي قاعدة جوية لبنانية "مطار القليعات العسكري"، بمدينة طرابلس شمال لبنان، وعلى بعد لا يتعدى المئة وعشرين كيلومتراً من العاصمة السورية دمشق. وتبعد هذه المنشأة الجوية الأمريكية نحو 35 كيلومترا عن مدينة طرطوس، وعن القاعدة البحرية السورية الأولى ومركز القيادة البحرية الروسية في منطقة البحر المتوسط. وتشير المعلومات إلى أن أي طائرة تحط في هذه القاعدة ستكون على مسافة دقائق معدودة من مصانع الأسلحة والصواريخ المشتركة لسوريا وإيران في مدينتي حمص وحماه، لكن التدرج المنطقي لتلك المعلومات يؤكد بدوره على أن فريق السلطة الحاكم في لبنان سيقف بشكل علني ومباشر في صف واشنطن وتل أبيب في الحرب المقبلة، وأن الجبهة الداخلية اللبنانية ستكون مسرحا لعمليات عسكرية بين اللبنانيين أنفسهم، ويدلل على ذلك التقرير الذي يشير إلى أن البنتاغون ومجلس الأمن القومي الأمريكي، حسم أمره بشأن هذه القاعدة كنتيجة للمحادثات التي قام بها القائد الأعلى للقوات الأمريكية الأدميرال وليام فالون مع القيادات الحكومية اللبنانية في بيروت في نهايات الصيف الماضي. ويشير التقرير إلى أن هذه الخطوة تأكدت بعد الغارة الجوية الصهيونية على سوريا في 06 سبتمبر الماضي، وأكد التقرير على أن المرحلة الأولى من تنفيذ الإنشاء ستكون عبر إعادة تنشيط القاعدة الجوية الصغيرة وغير الفاعلة في القليعات في خطوة أمريكية- لبنانية مشتركة، ويتولى رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، مهمة تبرير عودة الاحتلال العسكري الأمريكي للبنان بعد 25 سنة من الغياب، تحت ذريعة "إقرار السلام في لبنان والمنطقة" وهي نفس الذريعة التي بررت بها واشنطن انتشارها العسكري في شرق المتوسط مؤخرا. ويؤكد التقرير السري أن مهندسين وتقنيين تابعين لسلاح الجو الأمريكي بدؤوا بالفعل العمل على القاعدة الجوية الجديدة منذ أيام قليلة، في انتظار بدء استخدام واشنطن لهذه القاعدة في بحر أسبوعين تقريبا. عمليات تخريبية داخل العمق الإيراني تقرير آخر يكشف أبعاد خطة الاجتياح البري الأمريكي للأراضي الايرانية، والتي حاول فك طلاسمها الجنرال الأمريكي المتقاعد وقائد قوات الأطلسي في حرب كوسوفو عام 1999، "ويسلي كلارك"، وأمد تفاصيلها لجهات بريطانية قامت بدورها بتسريبها. وتقضي تلك الخطة شنّ هجمة جوية وصاروخية على مختلف المواقع الإيرانية، تبدأ الهجمة بثلاثة أسابيع من القصف المتواصل للبنى العسكرية الإيرانية، وذلك للتأكد من ضرب كل منشأة قيادية ومركز توجيه ورادار ومطار وموقع صاروخي ومخزن وسفينة وقاعدة. ورأى "كلارك" أن الهجوم سيبدأ بعمليات قصف بواسطة القاذفة بعيدة المدى "بي02" وهجمات صاروخية بالتزامن مع اجتياحات للقوات الخاصة الأمريكية للعمق الإيراني يقوم بعضها بعمليات تدميرية وتخريبية داخل المناطق الحساسة، بينما يقوم البعض الآخر بقطع الاتصالات والإمدادات على القوات المرابضة على الحدود من العراق، وبالتالي تفادي أي هجوم بري إيراني معاكس داخل الأراضي العراقية.
سيناريو الهجوم على الحرس الثوري
وثيقة أخرى أعدها الخبير الأمني الأمريكي "وتني راس"، يقول فيها صاحبها: "إن سلاح الجو الأمريكي أقر منذ عشرة أيام تشكيل فريق من المختصين والخبراء في التخطيط الاستراتيجي بهدف وضع اللمسات الأخيرة على الخطط القتالية للحرب القادمة مع إيران". الفريق الذي أطلق عليه اسم "بروجكت شيك ميت" يعتبر خليفة فريق الخبراء الذي خطط لحرب الخليج عام 1991 وقد أعيد تأسيسه في البنتاغون في جوان 2007، الفريق الذي قدم تقاريره مباشرة للجنرال ميكائيل موسيلي، قائد سلاح الجو الأمريكي، تكوّن من 20 إلى 30 من كبار ضباط سلاح الجو وخبراء مختصين في الطيران وهؤلاء لهم اتصال مباشر مع البيت الأبيض والـ CIA وأجهزة الاستخبارات الأخرى. وخلصت الخطة إلى أن إدارة بوش ستشن غارات جوية على الحرس الثوري الإيراني، وسيتم تدمير معسكرات التدريب المهمة للحرس الثوري، ومستودعات ذخيرته ومنشآت القيادة والمراقبة. ومن أجل تنفيذ هذه الخطة، فإن طائرات القوات البحرية، وسفنها، وحاملات صواريخها كلها متأهّبة في مكانها في الخليج، وتعمل بشكل يومي ولديها كل ما تحتاجه، حتى مناطيد المراقبة باتت في مكانها، وقد تمت برمجة الأهداف الإيرانية، والقوات البحرية تدير رحلات استطلاع جوية يومية لطائرات أف آي ـ 18 في الخليج، كما أن هناك طائرات أمريكية لضرب مواقع صواريخ أرض ـ جو الإيرانية.
معسكر "فجر" أول هدف أمريكي في إيران
وعن أول المواقع التي سيستهدفها العدوان الأمريكي بخلاف المواقع النووية في إيران، تأتي وثيقة السناتور الأمريكي اليهودي، جوزيف ليبرمان، كأحد أهم المراجع في هذا الشأن، "ليبرمان" يقول: "إن الهدف الأول سيكون قاعدة "فجر" التي يديرها الحرس الثوري الإيراني، فيلق القدس، ومقرها تحديدا بمنطقة الأهواز في جنوب إيران"، حيث تقول وكالات الاستخبارات الغربية إن مصانع الأسلحة المخترقة للدروع والقذائف الحديثة التي تفتك بالآليات "الإسرائيلية" في جنوب لبنان والأمريكية في العراق تصنع هناك. ويضيف ليبرمان: "إن مخططي البنتاغون وضعوا قائمة تصل إلى ألفي هدف في إيران ستتعرض للقصف الذي سيدمرها عن آخرها.
الخليج وقواعد الهجوم الأمريكي
بيد أن الخبراء الأمريكيين لم يستطيعوا إخفاء الانقسام والاختلاف بين الولايات المتحدة من جهة وبعض الدول الخليجية من جهة أخرى بشأن الحرب على إيران، وتكشف معلومات أخرى رفض دول مثل الإمارات وعمان وقطر استخدام القواعد الأمريكية الموجودة على أراضيها في هذه الحرب، في حين لم تمانع دول أخرى مثل الكويت والبحرين والسعودية الأمر. وفي هذا السياق، يقول الخبير العسكري الأمريكي "أوستين لونغ": "على عكس حربي الخليج الثانية والثالثة، حيث قدمت جميع دول الخليج الدعم لواشنطن في حربها على العراق، ينقسم الموقف الخليجي الآن بين مؤيد ورافض لحرب الولايات المتحدة على إيران، وهذا الانقسام ولّد ثلاثة مواقف، الأول موقف قطري إماراتي عماني يرفض نهائيا استخدام واشنطن لأراضيهم والقواعد الأمريكية الموجودة لديهم في الحرب على إيران، والثاني موقف كويتي بحريني لا يمانع ذلك، أما الثالث فهو سعودي ينسّق بشكل كامل مع الولايات المتحدة من أجل الحرب القادمة، وأن هذا التنسيق يرقى لدرجة التخطيط المشترك الذي يسخّر طاقات المملكة المالية والعسكرية والسياسية لصالح الحرب. وفي هذا السياق، فإن معظم غرف عمليات المعركة موجودة الآن على التراب السعودي".
عبور المقاتلات الصهيونية لإيران عبر السعودية
وإذا كان "لونغ" تحدث عن مشاركة السعودية للولايات المتحدة في حربها على إيران، فإن نائب الرئيس الأمريكي "ديك تشيني" يتحدث عن حل ما أسماه "معضلة" مشاركة المقاتلات "الإسرائيلية" في قصف إيران، ورغم أن هذه المساهمة متوقعة سلفا، إلا أن طريق تنفيذها عبر طرف عربي وهو السعودية يثير الكثير من المخاوف، خاصة وأن الأراضي والأجواء السعودية هي المنفذ الوحيد الآن أمام المقاتلات الصهيونية من أجل الوصول إلى عمق الأراضي الإيرانية. يقول تشيني في هذا السياق: "إن رغبة إسرائيل الملحة في اشتراك سلاحها الجوي في ضرب المواقع الإيرانية تدفعنا لعدم رفض هذه الرغبة التي تلح على حليفتنا منذ سنوات، إلا أن واشنطن كانت دائما ما تطلب من تل أبيب الانتظار وهو ما حدث بالفعل، وردا للجميل لن تحرم واشنطن إسرائيل من هذا المطلب، لكن ثمة عقبة واجهتنا لتحقيق هذا الغرض تتعلق بالأجواء الآمنة التي تمر عبرها المقاتلات الإسرائيلية، فتركيا رفضت استخدام أجوائها، وسوريا تمتلك الآن منظومة دفاعات جوية متطورة تمكنها من إسقاط أية طائرة تمر فوق أراضيها، في حين أن الأجواء والقواعد السعودية باتت المنفذ الوحيد للمقاتلات الإسرائيلية المتوجهة إلى إيران". وعن هذا المخطط، كشف جهاز استخبارات تابع لدولة أوربية عن قيام 25 طائرة صهيونية من طراز أف 35 ومثلها أف 16 ستنطلق من القواعد الجوية الصهيونية، محملة بالقذائف القادرة على اختراق التحصينات الأرضية خصص أغلبها لتدمير المنشآت الأرضية العسكرية الحصينة، ترافقها 20 مقاتلة صهيونية أخرى من طراز أف 18، تنطلق من القواعد السعودية لتؤمن وصول تلك القاذفات إلى أهدافها وعودتها بسلام إلى قواعدها.
يتبع ...
مؤآمرات شيطانية تستهدف بيت الله الحرام - الحلقة الخامسة
خطة إسرائيل لـ "قصف" الكعبة المشرفة
في هذه الحلقة نقف عند استعدادات الدولة الثالثة الرئيسية في محور العدو ضد المقاومة والإسلام، وهي بدورها تكمل الضلع الثالث في "مثلث الشيطان" -مثلما يقول الخبراء-، والتي تؤكد كل التقارير والمعلومات أنها الركيزة في هذا المحور، رغم عروبتها وإسلامها، إنها -بكل أسف - السعودية.
وقف العقل شاردا حزينا أمام هذه المعلومات الخطيرة، فارتجف القلم متألما حائرا بين أمرين.. هل نضع الملح على الجرح الغائر ونزيد الأمة هما فوق همومها من باب كشف الحق الذي تفوق مرارته اليوم مرارة العلقم؟ أما نصم آذاننا ونطمس عيوننا ونبكم أفواهنا لنسير في قافلة المغيبين المغفلين؟، طبول الموت تقرع فوق الرؤوس.. شبح الخراب والدمار يخيم على بلاد الإسلام، صور الذل والهوان والركوع الأبدي باتت ماثلة للعيان، فمن ينقذ أعراض ودماء المسلمين.
حرب لبنان كشفت التحالف الشيطاني
نبدأ من داخل الكيان الصهيوني عبر صحيفة يديعوت أحرونوت التي كشفت في عددها الصادر يوم 16 فيفري الماضي عن اتصالات سرية مجددة بين احدى الدول الخليجية والكيان الصهيوني تستهدف توطيد التحالف العسكري استعدادا للمواجهة القادمة، وكيف تناغم هذا التحالف أثناء حرب لبنان، تلك الحرب التي اتضح فيها الدور الغريب في التغطية السياسية (المواقف والبيانات السياسية التي تتهم حزب الله بالمغامرة) والدينية (من خلال فتوى ابن جبرين وأخوته ضد حزب الله) والعسكرية من خلال شراء أسلحة فرنسية (5 مليار أورو) وبريطانية (12 مليار دولار) وأمريكا (15 مليار دولار) لمواجهة إيران وسوريا ولتشغيل الاقتصاد الغربي الذي بدوره يدعم الاقتصاد الصهيوني. وعنونت الصحيفة الواسعة الانتشار -وفقا لمراسل صحيفة القدس العربي في الناصرة (زهير أندراوس)- اتصالات سرية بين تل أبيب وهذه الدولة الخليجية. ، الاتصالات التي بدأت خلال حرب لبنان . ولم ينف رئيس الوزراء الصهيوني، إيهود أولمرت، أو يؤكد فيما إذا كانت هناك مفاوضات بين الدولة العبرية وهذه الدولة لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وجاءت أقوال اولمرت في مقابلة مع صحيفة يديعوت احرونوت نشرت منذ أيام قليلة، حيث سأله الصحافيان ناحوم ناربني وشيمعون شيفر، فيما إذا كانت هناك اتصالات سرية بين تل أبيب بدول عربية، فاكتفى بالقول انه ليس ملزما بالرد على كل سؤال يوجه إليه. مع ذلك كال أولمرت المديح لبعض القادة الخليجيين. أما بالنسبة للمبادرة العربية التي طرحت لأول مرة في مؤتمر القمة في بيروت في مارس من العام 2002، والقاضية بالتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني مقابل انسحاب الدولة العبرية من الأراضي العربية التي احتلتها في عدوان الرابع من جوان من العام 1967، فقال اولمرت انه متأثر جدا بها.
هل أنقذت "إسرائيل" العروش الخليجية؟
هذه المقدمة تدفعنا للعودة بالذاكرة سنوات إلى الوراء، وتحديدا في ماي 1994، عندما زعم الخبيران الصهيونيان في شؤون المخابرات "يوسي ميلمان" و"دان رافيف" كتابا بعنوان: "الأصدقاء بالأفعال: أسرار التحالف الإسرائيلي- الأمريكي" وقالا فيه: "كان الخليجيون رسميا وعلنيا في حالة حرب مع إسرائيل، إلا أن صانعي القرار في إسرائيل كانوا يدركون أن المملكة السعودية دولة معتدلة ومؤيدة للغرب، وأنها -رغم استخدامها الخطاب المعادي لإسرائيل- كانت على اتصال مستمر معها، ففي حقل المخابرات التقى ضابط العمليات في المخابرات الإسرائيلية الموساد مع ضباط أمن ومخابرات دولة خليجية عددا كبيرا من المرات، وتبادلوا وجهات النظر حول الطرق الواجب تطبيقها لإضعاف القوى المناهضة لواشنطن وتل أبيب في منطقة الشرق الأوسط، أما المخابرات المركزية الأمريكية فكانت دوما على علم بالاتصالات السرية الخليجية- الإسرائيلية وشجعتها باستمرار". الباحث الأمريكي في معهد ترومان "ألكسندر بلاي" يزعم تحت عنوان "نحو تعايش إسرائيلي -خليجي سلمي": "إن المخابرات الأمريكية تعتبر أن إسرائيل أنقذت العرش السعودي مرتين، لكن الأمر المحير هو لماذا أنقذت الموساد العرش السعودي؟، ويجيب على نفسه بالزعم: "إن المملكة السعودية وإسرائيل قامتا ببناء علاقة حميمة وكانتا على اتصال مستمر في أعقاب حدوث ثورة اليمن عام 1962، بهدف منع عدوهما المشترك -جمال عبد الناصر- من تسجيل انتصار عسكري في الجزيرة العربية"، وذكر بلاي أنه أجرى مقابلة مع السفير الصهيوني السابق في لندن آهارون ريميز (1965 - 1970) الذي أعلمه أن ملوك السعودية على علاقة حميمة مع الكيان الصهيوني، وعلى اتصال وثيق مع تل أبيب"، وادعى الكاتب البريطاني فريد هاليدي ما ذكره بلاي، حيث أشار في كتابه "الجزيرة العربية بلا سلاطين": "أن ملك السعودية طلب التدخل لحمايته من عبد الناصر أثناء حرب اليمن، وأن إسرائيل قامت بشحن كمية كبيرة من الأسلحة مستخدمة الطائرات البريطانية العسكرية، وأن صناديق الأسلحة ألقيت من الجو فوق مناطق الملكيين اليمنيين".
الهجوم البري الكبير
وتحت عنوان "تجار الخصم" يكتب الخبير العسكري ستيف رودان من جديد في صحيفة الجيروزاليم بوست العبرية كاشفا عن خطة اقتحام القوات السعودية للأراضي الإيرانية مدعيا: "لقد شحنت إسرائيل إلى المملكة السعودية مؤخرا مناظير للرؤية الليلية، وجسورا متحركة، ومعدات لزرع الألغام، ومعدات حربية متنوعة أخرى، وذلك لتعزيز قواتها التي ستشارك في الهجوم البري المزعوم على إيران، حيث ستكون القوات السعودية حسبه في طليعة الدول التي تشارك قواتها البرية في هذا الهجوم الكبير". ويضيف الخبير الصهيوني: "نصحت واشنطن الرياض لإزالة جميع الكتابات العبرية المنقوشة على الأسلحة الإسرائيلية حتى لا يكتشف أحد منشأها، خاصة وأن معظم هذه الأسلحة ستقاتل داخل الأراضي الإيرانية". ويضيف: "لقد زودنا الجيش السعودي بأسلحة متطورة قادرة على الفتك بالأعداء، وهذه المرة ستقتحم المقاتلات السعودية المحملة بالقنابل الحديثة ساحة المعركة بقوة".
صلاة يهودية في الأراض المقدسة
عدة مرات تظهر وسائل الإعلام الصهيونية صور الجنود الصهاينة في صحراء الجزيرة العربية، وفي أحد المرات أظهرتهم العدسات في وضع أداء الصلاة التلمودية، وقال المعلق بلغة المستغرب: "إن هؤلاء الجنود يصلون على أرض المسلمين من أجل أن يساعدهم الرب على هزيمة المسلمين"، لكن التغطية التي قامت بها القناة التلفزيونية الصهيونية الثانية منذ أيام وتعرضت فيها للوجود العسكري الصهيوني على الأراضي الخليجية كانت من أحدث التغطيات المصورة، التغطية عرضت صورا لضباط وضابطات صهاينة تظهر بوضوح على ملابسهم العسكرية نجمة داود السداسية، وكانوا يداعبون بعضهم البعض بطريقة مخلة وخادشة للحياء، وجاء التعليق في التقرير المصاحب للصور: "من هنا.. من الصحراء العربية تدار رحى أكبر معركة تخوضها إسرائيل في تاريخها، ومن هنا يقاتل جيش إسرائيل من أجل إسرائيل". إن هذه المؤامرة التي تقع أحداثها في القواعد الأمريكية المنتشرة في السعودية، تدفعنا للتساؤل: الصهاينة يصلون على أراضينا من أجل إبادتنا، ويعربدون في بقاعنا المقدسة تحت رايتنا، هل هناك ما هو أكثر من ذلك؟، نعم هناك ما هو أكثر وأمر.
هدم الكعبة والفتنة الكبرى
الحقد والمؤامرات الصهيونية على بيت الله الحرام يفوق كل الأحقاد والمؤامرات التي حيكت ضد البيت عبر تاريخه، والخطط التي وضعت لاستهداف الكعبة المشرفة من قبل واشنطن وتل أبيب بدأ الكشف عنها تباعا منذ أحداث سبتمبر 2001، لكن آخر الخطط التي يسعى الصهاينة لتنفيذها في هذا السياق وضعت منذ أقل من ثلاثة أشهر، بغية تحقيق جملة من الأهداف الشيطانية، ومن داخل مركز الإعلام ببيروت، وقعت في أيدينا وثيقة مترجمة من العبرية للعربية حصل عليها المركز من أحد التقارير الصهيونية التي نشرتها صحيفة هآرتس العبرية منذ أسابيع، جاء فيها: "الكعبة.. هذا البيت الذي يتوجه إليه المسلمين عبر العالم خمس مرات يوميا، ويأتون إليه كل عام بالملايين، هو مصدر المتاعب لإسرائيل والعالم، وحان الوقت للتخلص منه وإبعاد خطر الإرهاب الإسلامي للأبد"، ويضيف التقرير: "في الماضي حاولنا الإجهاز على الكعبة أثناء حربي الخليج الثانية والثالثة، لكن العمليتين كانتا محفوفتين بالمخاطر والارتدادات العكسية من قبل المسلمين، أما اليوم فلم تعد لمثل هذه الأخطار وجود، بات من المحسوم عند المخططين الإسرائيليين أن الكعبة ستزال من الوجود في الحرب القادمة، وأن إعادة بنائها من بعد سيكون مستحيلا بعد القضاء على أعدائنا".ويضيف التقرير: "هناك خطة ناجحة قد تكون الأقرب إلى التطبيق، وهي وإن كانت القيادات الإسرائيلية تتكتم عليها، إلا أنها من المرجح أن تتم من خلال القصف بعدة صواريخ إيرانية الصنع، يتم إطلاقها من الغواصات الإسرائيلية الموجودة في بحر العرب، مع إعداد صور يروج أنها التقطت عبر الأقمار الصناعية مدعومة بحملة إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام العربية والغربية، لتؤكد أن تلك الصواريخ أطلقتها البحرية الإيرانية أثناء المعركة، وبالتالي تثور ثائرة المسلمين في شتى بقاع الأرض، فيعلنون الحرب على إيران إلى جانب إسرائيل وحلفائها، وهنا تحقق العملية عدة نجاحات لإسرائيل " .
يتبع
بيروت: وليد عرفات
ا لكن من أين سينطلق هذا الهجوم؟ من القواعد الأمريكية في الخليج أم من "إسرائيل" أم من أفغانستان؟ أم من بقعة أخرى؟ الإجابة صعبة إلى حد بعيد، خاصة وأن الانتشار العسكري الأمريكي يغطي الكرة الأرضية تقريبا، التقرير الذي نتناوله الآن يقربنا من الإجابة على السؤال، وفي الوقت ذاته هو واحد من أهم وأخطر التقارير العسكرية، لما يحمله من تداعيات خطيرة على موازين القوى في الشرق الأوسط والعالم تمهيدا للمعركة المقبلة، فمعلومات التقرير تكشف عن مشروع تجري تفاصيله في الظلام لإنشاء قاعدة جوية أمريكية في شمال لبنان، وهذا المشروع إن تم، فمن شأنه أن يحدث اختلالا كبيرا في موازين القوى لصالح العدو، لأن تلك القاعدة ستستخدم بدورها في الهجوم على إيران وسوريا بشكل يشل قدرة البلدين عن صد الهجوم، ويعزز من صدقية هذا التقرير معلومات أخرى تفيد بأن التكثيف العسكري الأمريكي قبالة شواطئ لبنان هدفه الخفي وضع اللمسات الأخيرة على هذا المشروع العدواني وحمايته من أي استهداف سوري، بيد أن هذه القاعدة تحديدا من شأنها أن تشعل درجة التوتر على أكثر من جبهة لتطال دول عالمية أخرى وفي مقدمتها روسيا التي لها قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري. معلوماتنا تؤكد أن القاعدة الأمريكية ستقام في بلدة القليعات التي تحوي قاعدة جوية لبنانية "مطار القليعات العسكري"، بمدينة طرابلس شمال لبنان، وعلى بعد لا يتعدى المئة وعشرين كيلومتراً من العاصمة السورية دمشق. وتبعد هذه المنشأة الجوية الأمريكية نحو 35 كيلومترا عن مدينة طرطوس، وعن القاعدة البحرية السورية الأولى ومركز القيادة البحرية الروسية في منطقة البحر المتوسط. وتشير المعلومات إلى أن أي طائرة تحط في هذه القاعدة ستكون على مسافة دقائق معدودة من مصانع الأسلحة والصواريخ المشتركة لسوريا وإيران في مدينتي حمص وحماه، لكن التدرج المنطقي لتلك المعلومات يؤكد بدوره على أن فريق السلطة الحاكم في لبنان سيقف بشكل علني ومباشر في صف واشنطن وتل أبيب في الحرب المقبلة، وأن الجبهة الداخلية اللبنانية ستكون مسرحا لعمليات عسكرية بين اللبنانيين أنفسهم، ويدلل على ذلك التقرير الذي يشير إلى أن البنتاغون ومجلس الأمن القومي الأمريكي، حسم أمره بشأن هذه القاعدة كنتيجة للمحادثات التي قام بها القائد الأعلى للقوات الأمريكية الأدميرال وليام فالون مع القيادات الحكومية اللبنانية في بيروت في نهايات الصيف الماضي. ويشير التقرير إلى أن هذه الخطوة تأكدت بعد الغارة الجوية الصهيونية على سوريا في 06 سبتمبر الماضي، وأكد التقرير على أن المرحلة الأولى من تنفيذ الإنشاء ستكون عبر إعادة تنشيط القاعدة الجوية الصغيرة وغير الفاعلة في القليعات في خطوة أمريكية- لبنانية مشتركة، ويتولى رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، مهمة تبرير عودة الاحتلال العسكري الأمريكي للبنان بعد 25 سنة من الغياب، تحت ذريعة "إقرار السلام في لبنان والمنطقة" وهي نفس الذريعة التي بررت بها واشنطن انتشارها العسكري في شرق المتوسط مؤخرا. ويؤكد التقرير السري أن مهندسين وتقنيين تابعين لسلاح الجو الأمريكي بدؤوا بالفعل العمل على القاعدة الجوية الجديدة منذ أيام قليلة، في انتظار بدء استخدام واشنطن لهذه القاعدة في بحر أسبوعين تقريبا. عمليات تخريبية داخل العمق الإيراني تقرير آخر يكشف أبعاد خطة الاجتياح البري الأمريكي للأراضي الايرانية، والتي حاول فك طلاسمها الجنرال الأمريكي المتقاعد وقائد قوات الأطلسي في حرب كوسوفو عام 1999، "ويسلي كلارك"، وأمد تفاصيلها لجهات بريطانية قامت بدورها بتسريبها. وتقضي تلك الخطة شنّ هجمة جوية وصاروخية على مختلف المواقع الإيرانية، تبدأ الهجمة بثلاثة أسابيع من القصف المتواصل للبنى العسكرية الإيرانية، وذلك للتأكد من ضرب كل منشأة قيادية ومركز توجيه ورادار ومطار وموقع صاروخي ومخزن وسفينة وقاعدة. ورأى "كلارك" أن الهجوم سيبدأ بعمليات قصف بواسطة القاذفة بعيدة المدى "بي02" وهجمات صاروخية بالتزامن مع اجتياحات للقوات الخاصة الأمريكية للعمق الإيراني يقوم بعضها بعمليات تدميرية وتخريبية داخل المناطق الحساسة، بينما يقوم البعض الآخر بقطع الاتصالات والإمدادات على القوات المرابضة على الحدود من العراق، وبالتالي تفادي أي هجوم بري إيراني معاكس داخل الأراضي العراقية.
سيناريو الهجوم على الحرس الثوري
وثيقة أخرى أعدها الخبير الأمني الأمريكي "وتني راس"، يقول فيها صاحبها: "إن سلاح الجو الأمريكي أقر منذ عشرة أيام تشكيل فريق من المختصين والخبراء في التخطيط الاستراتيجي بهدف وضع اللمسات الأخيرة على الخطط القتالية للحرب القادمة مع إيران". الفريق الذي أطلق عليه اسم "بروجكت شيك ميت" يعتبر خليفة فريق الخبراء الذي خطط لحرب الخليج عام 1991 وقد أعيد تأسيسه في البنتاغون في جوان 2007، الفريق الذي قدم تقاريره مباشرة للجنرال ميكائيل موسيلي، قائد سلاح الجو الأمريكي، تكوّن من 20 إلى 30 من كبار ضباط سلاح الجو وخبراء مختصين في الطيران وهؤلاء لهم اتصال مباشر مع البيت الأبيض والـ CIA وأجهزة الاستخبارات الأخرى. وخلصت الخطة إلى أن إدارة بوش ستشن غارات جوية على الحرس الثوري الإيراني، وسيتم تدمير معسكرات التدريب المهمة للحرس الثوري، ومستودعات ذخيرته ومنشآت القيادة والمراقبة. ومن أجل تنفيذ هذه الخطة، فإن طائرات القوات البحرية، وسفنها، وحاملات صواريخها كلها متأهّبة في مكانها في الخليج، وتعمل بشكل يومي ولديها كل ما تحتاجه، حتى مناطيد المراقبة باتت في مكانها، وقد تمت برمجة الأهداف الإيرانية، والقوات البحرية تدير رحلات استطلاع جوية يومية لطائرات أف آي ـ 18 في الخليج، كما أن هناك طائرات أمريكية لضرب مواقع صواريخ أرض ـ جو الإيرانية.
معسكر "فجر" أول هدف أمريكي في إيران
وعن أول المواقع التي سيستهدفها العدوان الأمريكي بخلاف المواقع النووية في إيران، تأتي وثيقة السناتور الأمريكي اليهودي، جوزيف ليبرمان، كأحد أهم المراجع في هذا الشأن، "ليبرمان" يقول: "إن الهدف الأول سيكون قاعدة "فجر" التي يديرها الحرس الثوري الإيراني، فيلق القدس، ومقرها تحديدا بمنطقة الأهواز في جنوب إيران"، حيث تقول وكالات الاستخبارات الغربية إن مصانع الأسلحة المخترقة للدروع والقذائف الحديثة التي تفتك بالآليات "الإسرائيلية" في جنوب لبنان والأمريكية في العراق تصنع هناك. ويضيف ليبرمان: "إن مخططي البنتاغون وضعوا قائمة تصل إلى ألفي هدف في إيران ستتعرض للقصف الذي سيدمرها عن آخرها.
الخليج وقواعد الهجوم الأمريكي
بيد أن الخبراء الأمريكيين لم يستطيعوا إخفاء الانقسام والاختلاف بين الولايات المتحدة من جهة وبعض الدول الخليجية من جهة أخرى بشأن الحرب على إيران، وتكشف معلومات أخرى رفض دول مثل الإمارات وعمان وقطر استخدام القواعد الأمريكية الموجودة على أراضيها في هذه الحرب، في حين لم تمانع دول أخرى مثل الكويت والبحرين والسعودية الأمر. وفي هذا السياق، يقول الخبير العسكري الأمريكي "أوستين لونغ": "على عكس حربي الخليج الثانية والثالثة، حيث قدمت جميع دول الخليج الدعم لواشنطن في حربها على العراق، ينقسم الموقف الخليجي الآن بين مؤيد ورافض لحرب الولايات المتحدة على إيران، وهذا الانقسام ولّد ثلاثة مواقف، الأول موقف قطري إماراتي عماني يرفض نهائيا استخدام واشنطن لأراضيهم والقواعد الأمريكية الموجودة لديهم في الحرب على إيران، والثاني موقف كويتي بحريني لا يمانع ذلك، أما الثالث فهو سعودي ينسّق بشكل كامل مع الولايات المتحدة من أجل الحرب القادمة، وأن هذا التنسيق يرقى لدرجة التخطيط المشترك الذي يسخّر طاقات المملكة المالية والعسكرية والسياسية لصالح الحرب. وفي هذا السياق، فإن معظم غرف عمليات المعركة موجودة الآن على التراب السعودي".
عبور المقاتلات الصهيونية لإيران عبر السعودية
وإذا كان "لونغ" تحدث عن مشاركة السعودية للولايات المتحدة في حربها على إيران، فإن نائب الرئيس الأمريكي "ديك تشيني" يتحدث عن حل ما أسماه "معضلة" مشاركة المقاتلات "الإسرائيلية" في قصف إيران، ورغم أن هذه المساهمة متوقعة سلفا، إلا أن طريق تنفيذها عبر طرف عربي وهو السعودية يثير الكثير من المخاوف، خاصة وأن الأراضي والأجواء السعودية هي المنفذ الوحيد الآن أمام المقاتلات الصهيونية من أجل الوصول إلى عمق الأراضي الإيرانية. يقول تشيني في هذا السياق: "إن رغبة إسرائيل الملحة في اشتراك سلاحها الجوي في ضرب المواقع الإيرانية تدفعنا لعدم رفض هذه الرغبة التي تلح على حليفتنا منذ سنوات، إلا أن واشنطن كانت دائما ما تطلب من تل أبيب الانتظار وهو ما حدث بالفعل، وردا للجميل لن تحرم واشنطن إسرائيل من هذا المطلب، لكن ثمة عقبة واجهتنا لتحقيق هذا الغرض تتعلق بالأجواء الآمنة التي تمر عبرها المقاتلات الإسرائيلية، فتركيا رفضت استخدام أجوائها، وسوريا تمتلك الآن منظومة دفاعات جوية متطورة تمكنها من إسقاط أية طائرة تمر فوق أراضيها، في حين أن الأجواء والقواعد السعودية باتت المنفذ الوحيد للمقاتلات الإسرائيلية المتوجهة إلى إيران". وعن هذا المخطط، كشف جهاز استخبارات تابع لدولة أوربية عن قيام 25 طائرة صهيونية من طراز أف 35 ومثلها أف 16 ستنطلق من القواعد الجوية الصهيونية، محملة بالقذائف القادرة على اختراق التحصينات الأرضية خصص أغلبها لتدمير المنشآت الأرضية العسكرية الحصينة، ترافقها 20 مقاتلة صهيونية أخرى من طراز أف 18، تنطلق من القواعد السعودية لتؤمن وصول تلك القاذفات إلى أهدافها وعودتها بسلام إلى قواعدها.
يتبع ...
مؤآمرات شيطانية تستهدف بيت الله الحرام - الحلقة الخامسة
خطة إسرائيل لـ "قصف" الكعبة المشرفة
في هذه الحلقة نقف عند استعدادات الدولة الثالثة الرئيسية في محور العدو ضد المقاومة والإسلام، وهي بدورها تكمل الضلع الثالث في "مثلث الشيطان" -مثلما يقول الخبراء-، والتي تؤكد كل التقارير والمعلومات أنها الركيزة في هذا المحور، رغم عروبتها وإسلامها، إنها -بكل أسف - السعودية.
وقف العقل شاردا حزينا أمام هذه المعلومات الخطيرة، فارتجف القلم متألما حائرا بين أمرين.. هل نضع الملح على الجرح الغائر ونزيد الأمة هما فوق همومها من باب كشف الحق الذي تفوق مرارته اليوم مرارة العلقم؟ أما نصم آذاننا ونطمس عيوننا ونبكم أفواهنا لنسير في قافلة المغيبين المغفلين؟، طبول الموت تقرع فوق الرؤوس.. شبح الخراب والدمار يخيم على بلاد الإسلام، صور الذل والهوان والركوع الأبدي باتت ماثلة للعيان، فمن ينقذ أعراض ودماء المسلمين.
حرب لبنان كشفت التحالف الشيطاني
نبدأ من داخل الكيان الصهيوني عبر صحيفة يديعوت أحرونوت التي كشفت في عددها الصادر يوم 16 فيفري الماضي عن اتصالات سرية مجددة بين احدى الدول الخليجية والكيان الصهيوني تستهدف توطيد التحالف العسكري استعدادا للمواجهة القادمة، وكيف تناغم هذا التحالف أثناء حرب لبنان، تلك الحرب التي اتضح فيها الدور الغريب في التغطية السياسية (المواقف والبيانات السياسية التي تتهم حزب الله بالمغامرة) والدينية (من خلال فتوى ابن جبرين وأخوته ضد حزب الله) والعسكرية من خلال شراء أسلحة فرنسية (5 مليار أورو) وبريطانية (12 مليار دولار) وأمريكا (15 مليار دولار) لمواجهة إيران وسوريا ولتشغيل الاقتصاد الغربي الذي بدوره يدعم الاقتصاد الصهيوني. وعنونت الصحيفة الواسعة الانتشار -وفقا لمراسل صحيفة القدس العربي في الناصرة (زهير أندراوس)- اتصالات سرية بين تل أبيب وهذه الدولة الخليجية. ، الاتصالات التي بدأت خلال حرب لبنان . ولم ينف رئيس الوزراء الصهيوني، إيهود أولمرت، أو يؤكد فيما إذا كانت هناك مفاوضات بين الدولة العبرية وهذه الدولة لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وجاءت أقوال اولمرت في مقابلة مع صحيفة يديعوت احرونوت نشرت منذ أيام قليلة، حيث سأله الصحافيان ناحوم ناربني وشيمعون شيفر، فيما إذا كانت هناك اتصالات سرية بين تل أبيب بدول عربية، فاكتفى بالقول انه ليس ملزما بالرد على كل سؤال يوجه إليه. مع ذلك كال أولمرت المديح لبعض القادة الخليجيين. أما بالنسبة للمبادرة العربية التي طرحت لأول مرة في مؤتمر القمة في بيروت في مارس من العام 2002، والقاضية بالتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني مقابل انسحاب الدولة العبرية من الأراضي العربية التي احتلتها في عدوان الرابع من جوان من العام 1967، فقال اولمرت انه متأثر جدا بها.
هل أنقذت "إسرائيل" العروش الخليجية؟
هذه المقدمة تدفعنا للعودة بالذاكرة سنوات إلى الوراء، وتحديدا في ماي 1994، عندما زعم الخبيران الصهيونيان في شؤون المخابرات "يوسي ميلمان" و"دان رافيف" كتابا بعنوان: "الأصدقاء بالأفعال: أسرار التحالف الإسرائيلي- الأمريكي" وقالا فيه: "كان الخليجيون رسميا وعلنيا في حالة حرب مع إسرائيل، إلا أن صانعي القرار في إسرائيل كانوا يدركون أن المملكة السعودية دولة معتدلة ومؤيدة للغرب، وأنها -رغم استخدامها الخطاب المعادي لإسرائيل- كانت على اتصال مستمر معها، ففي حقل المخابرات التقى ضابط العمليات في المخابرات الإسرائيلية الموساد مع ضباط أمن ومخابرات دولة خليجية عددا كبيرا من المرات، وتبادلوا وجهات النظر حول الطرق الواجب تطبيقها لإضعاف القوى المناهضة لواشنطن وتل أبيب في منطقة الشرق الأوسط، أما المخابرات المركزية الأمريكية فكانت دوما على علم بالاتصالات السرية الخليجية- الإسرائيلية وشجعتها باستمرار". الباحث الأمريكي في معهد ترومان "ألكسندر بلاي" يزعم تحت عنوان "نحو تعايش إسرائيلي -خليجي سلمي": "إن المخابرات الأمريكية تعتبر أن إسرائيل أنقذت العرش السعودي مرتين، لكن الأمر المحير هو لماذا أنقذت الموساد العرش السعودي؟، ويجيب على نفسه بالزعم: "إن المملكة السعودية وإسرائيل قامتا ببناء علاقة حميمة وكانتا على اتصال مستمر في أعقاب حدوث ثورة اليمن عام 1962، بهدف منع عدوهما المشترك -جمال عبد الناصر- من تسجيل انتصار عسكري في الجزيرة العربية"، وذكر بلاي أنه أجرى مقابلة مع السفير الصهيوني السابق في لندن آهارون ريميز (1965 - 1970) الذي أعلمه أن ملوك السعودية على علاقة حميمة مع الكيان الصهيوني، وعلى اتصال وثيق مع تل أبيب"، وادعى الكاتب البريطاني فريد هاليدي ما ذكره بلاي، حيث أشار في كتابه "الجزيرة العربية بلا سلاطين": "أن ملك السعودية طلب التدخل لحمايته من عبد الناصر أثناء حرب اليمن، وأن إسرائيل قامت بشحن كمية كبيرة من الأسلحة مستخدمة الطائرات البريطانية العسكرية، وأن صناديق الأسلحة ألقيت من الجو فوق مناطق الملكيين اليمنيين".
الهجوم البري الكبير
وتحت عنوان "تجار الخصم" يكتب الخبير العسكري ستيف رودان من جديد في صحيفة الجيروزاليم بوست العبرية كاشفا عن خطة اقتحام القوات السعودية للأراضي الإيرانية مدعيا: "لقد شحنت إسرائيل إلى المملكة السعودية مؤخرا مناظير للرؤية الليلية، وجسورا متحركة، ومعدات لزرع الألغام، ومعدات حربية متنوعة أخرى، وذلك لتعزيز قواتها التي ستشارك في الهجوم البري المزعوم على إيران، حيث ستكون القوات السعودية حسبه في طليعة الدول التي تشارك قواتها البرية في هذا الهجوم الكبير". ويضيف الخبير الصهيوني: "نصحت واشنطن الرياض لإزالة جميع الكتابات العبرية المنقوشة على الأسلحة الإسرائيلية حتى لا يكتشف أحد منشأها، خاصة وأن معظم هذه الأسلحة ستقاتل داخل الأراضي الإيرانية". ويضيف: "لقد زودنا الجيش السعودي بأسلحة متطورة قادرة على الفتك بالأعداء، وهذه المرة ستقتحم المقاتلات السعودية المحملة بالقنابل الحديثة ساحة المعركة بقوة".
صلاة يهودية في الأراض المقدسة
عدة مرات تظهر وسائل الإعلام الصهيونية صور الجنود الصهاينة في صحراء الجزيرة العربية، وفي أحد المرات أظهرتهم العدسات في وضع أداء الصلاة التلمودية، وقال المعلق بلغة المستغرب: "إن هؤلاء الجنود يصلون على أرض المسلمين من أجل أن يساعدهم الرب على هزيمة المسلمين"، لكن التغطية التي قامت بها القناة التلفزيونية الصهيونية الثانية منذ أيام وتعرضت فيها للوجود العسكري الصهيوني على الأراضي الخليجية كانت من أحدث التغطيات المصورة، التغطية عرضت صورا لضباط وضابطات صهاينة تظهر بوضوح على ملابسهم العسكرية نجمة داود السداسية، وكانوا يداعبون بعضهم البعض بطريقة مخلة وخادشة للحياء، وجاء التعليق في التقرير المصاحب للصور: "من هنا.. من الصحراء العربية تدار رحى أكبر معركة تخوضها إسرائيل في تاريخها، ومن هنا يقاتل جيش إسرائيل من أجل إسرائيل". إن هذه المؤامرة التي تقع أحداثها في القواعد الأمريكية المنتشرة في السعودية، تدفعنا للتساؤل: الصهاينة يصلون على أراضينا من أجل إبادتنا، ويعربدون في بقاعنا المقدسة تحت رايتنا، هل هناك ما هو أكثر من ذلك؟، نعم هناك ما هو أكثر وأمر.
هدم الكعبة والفتنة الكبرى
الحقد والمؤامرات الصهيونية على بيت الله الحرام يفوق كل الأحقاد والمؤامرات التي حيكت ضد البيت عبر تاريخه، والخطط التي وضعت لاستهداف الكعبة المشرفة من قبل واشنطن وتل أبيب بدأ الكشف عنها تباعا منذ أحداث سبتمبر 2001، لكن آخر الخطط التي يسعى الصهاينة لتنفيذها في هذا السياق وضعت منذ أقل من ثلاثة أشهر، بغية تحقيق جملة من الأهداف الشيطانية، ومن داخل مركز الإعلام ببيروت، وقعت في أيدينا وثيقة مترجمة من العبرية للعربية حصل عليها المركز من أحد التقارير الصهيونية التي نشرتها صحيفة هآرتس العبرية منذ أسابيع، جاء فيها: "الكعبة.. هذا البيت الذي يتوجه إليه المسلمين عبر العالم خمس مرات يوميا، ويأتون إليه كل عام بالملايين، هو مصدر المتاعب لإسرائيل والعالم، وحان الوقت للتخلص منه وإبعاد خطر الإرهاب الإسلامي للأبد"، ويضيف التقرير: "في الماضي حاولنا الإجهاز على الكعبة أثناء حربي الخليج الثانية والثالثة، لكن العمليتين كانتا محفوفتين بالمخاطر والارتدادات العكسية من قبل المسلمين، أما اليوم فلم تعد لمثل هذه الأخطار وجود، بات من المحسوم عند المخططين الإسرائيليين أن الكعبة ستزال من الوجود في الحرب القادمة، وأن إعادة بنائها من بعد سيكون مستحيلا بعد القضاء على أعدائنا".ويضيف التقرير: "هناك خطة ناجحة قد تكون الأقرب إلى التطبيق، وهي وإن كانت القيادات الإسرائيلية تتكتم عليها، إلا أنها من المرجح أن تتم من خلال القصف بعدة صواريخ إيرانية الصنع، يتم إطلاقها من الغواصات الإسرائيلية الموجودة في بحر العرب، مع إعداد صور يروج أنها التقطت عبر الأقمار الصناعية مدعومة بحملة إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام العربية والغربية، لتؤكد أن تلك الصواريخ أطلقتها البحرية الإيرانية أثناء المعركة، وبالتالي تثور ثائرة المسلمين في شتى بقاع الأرض، فيعلنون الحرب على إيران إلى جانب إسرائيل وحلفائها، وهنا تحقق العملية عدة نجاحات لإسرائيل " .
يتبع
بيروت: وليد عرفات
مواضيع مماثلة
» ثلاثة سيناريوهات لأزمة الوحدة اليمنية
» أمريكا تدرب الجيش اليمني
» الصقوط الأمريكي والعجائب الخمس
» عقد تفكيك العرب
» نهضة الغرب على أكتاف العرب
» أمريكا تدرب الجيش اليمني
» الصقوط الأمريكي والعجائب الخمس
» عقد تفكيك العرب
» نهضة الغرب على أكتاف العرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت مارس 29, 2014 3:12 am من طرف رياض باحاج شبوة
» تحيه من اخوانكم ال باحاج - شبوة
السبت مارس 29, 2014 2:25 am من طرف رياض باحاج شبوة
» قصيده للشاعر محمد باحسن باعساس باحاج
الأربعاء أبريل 17, 2013 4:16 am من طرف hassan omer bahaj
» التعليم
الأربعاء أبريل 17, 2013 3:44 am من طرف hassan omer bahaj
» إتحاد الجنوب العربي
الثلاثاء يوليو 19, 2011 7:59 pm من طرف سعيد باحاج
» قصيدة الشاعر الكبير سعيد مبارك باعبود باحاج الحسني
الجمعة مارس 04, 2011 2:58 am من طرف سعيد باحاج
» قصائد لبعض شعراء آل باحاج
الخميس مارس 03, 2011 9:54 pm من طرف سعيد باحاج
» هنيبعل / حنيبعل
الثلاثاء مارس 01, 2011 1:45 am من طرف سعيد باحاج
» الأوزان العالمية والمقاييس
الأربعاء فبراير 16, 2011 11:23 pm من طرف سعيد باحاج