بحـث
المواضيع الأخيرة
دخول
نتنياهو يلوح بقبضته نحو إيران
صفحة 1 من اصل 1
نتنياهو يلوح بقبضته نحو إيران
بعد نحو أسبوعين من عبور غواصة إسرائيلية من نوع دولفين (يقال إنها تحمل صواريخ نووية) قناة السويس وسط محاولة مصرية للإنكار لم تصمد طويلا، عبرت مدمرتان إسرائيليتان ذات القناة في طريقهما إلى البحر الأحمر. وهذه المرة في ظل محاولة من طرف وزير الخارجية المصري لتبرير الموقف في ظل صعوبة الإنكار.
المدمرتان ''إيلات''، و''حنيت''، وحمولة كل واحدة منهما ألف طن عبرتا قناة السويس وسط إجراءات أمنية مشددة طالت حتى الصيادين المصريين الذين يلتقطون رزقهم في تلك المناطق، كما شملت أيضا إغلاق الطريق البري الموازي للممر البحري ووقف حركة عبارات الركاب، والأرجح أن ''أبناء العم'' و''الجيران الطيبين'' لم يدفعوا رسوم المرور التي تدفعها السفن التجارية، فليس بين الأحبة حساب.
الأكثر إثارة في الموضوع كان يتمثل في تبرير وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، حيث ردّ الأمر إلى اتفاقيات الملاحة الخاصة بالقناة، والتي تعنى فقط بما إذا كانت السفن المارة تهدد أمن دولة القناة نفسها أم لا، مستعيداً اتفاقية القسطنطينية قبل 120 سنة، إلى جانب اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر والدولة العبرية، ولا حاجة بالطبع للتعليق على مثل هذا التبرير، لاسيما أن متابعة تصريحات الوزير المذكور والتعليق عليها باتت لعبة مملة لكثرة ما يصدر عنه من تصريحات مثيرة، ونتذكر بالطبع دوره الحيوي قبل وأثناء العدوان على غزة في توضيح المواقف المصرية للرأي العام العربي.
بعيداً عن التبرير المثير إياه، يمكن القول إن الأمر ينطوي على بعدين اثنين أولهما المتعلق بالسياسة الخارجية المصرية التي تسجل انسجاما غير مسبوق مع الدوائر الأميركية الإسرائيلية عشية نشاطات وتحركات تشي بإمكانية تمرير التوريث قبل انتقال الرئيس المصري إلى الرفيق الأعلى.
أما البعد الثاني فيتعلق بالتنسيق المصري الأميركي الإسرائيلي لمواجهة الملف الإيراني، وهنا يتبدى التصعيد الظاهري في الملف بعد تصريحات نائب الرئيس الأميركي جوزيف بادين التي كانت صريحة في إعطاء الضوء الأخضر للإسرائيليين بالتحرك حسب الطريقة التي يرونها في مواجهة المشروع النووي الإيراني، الأمر الذي حاولت دوائر أوباما التقليل من شأنه والتركيز على موضوع الحوار، تارة برفض وضع سقف زمني له، وتارة بالحديث عن أنه لن يكون إلى ما لا نهاية. وهي من دون شك رسائل مزدوجة، بعضها موجّه للإيرانيين في سياق الضغط عليهم حتى يقدموا المطلوب منهم ممثلا في وقف التخصيب، إضافة إلى التوقف عن دعم قوى المقاومة في المنطقة. أما البعض الآخر من تلك الرسائل فهي للإسرائيليين أنفسهم مفادها أن عليهم التريث قبل التفكير في أي عمل عسكري ضد إيران، والأمر هنا لا علاقة له بالخوف على إيران، بقدر علاقته بالخوف من ردود الفعل الإيرانية التي قد تشعل المنطقة، وتترك جنود أميركا وحلفائها في العراق وأفغانستان نهبا لسلاح الإيرانيين، فضلا عن ردود أخرى يصعب التكهن بمداها وحجمها.
من الصعب على أي مراقب الجزم بما إذا كان الإسرائيليون سيقومون بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية، فضلاً عن الحديث عن مدة زمنية ستتم خلالها الضربة في حال توفر القرار، فضلاً عن الدور الأميركي في ضربة من هذا النوع، أكان من الناحية العملية، أم من زاوية توفير الغطاء السياسي، لكن ما يعنينا هنا هو المواقف العربية، لاسيما المصرية والخليجية، وحيث لا يمكن لأي أحد التشكيك في أن عبور المدمرتين وقبلهما الغواصة لم يكن بهدف القيام بجولة سياحية للفرق العسكرية العاملة على متنها، وإنما استعراض للقوة وتوجيه إنذار مباشر لإيران، هذا في حال استبعدنا أن يكون التحرك في سياق الترتيب للضربة المشار إليها.
هي من دون شك رسالة بالغة السوء لإيران، ليس من طرف الأميركان والإسرائيليين فحسب، وإنما من الطرف العربي الذي لا مصلحة له في معركة من هذا النوع، بل ربما تعود أسوأ تداعياتها عليه، تحديدا على دول تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية، في حين تتوفر فيها خلايا موالية لإيران يمكن أن تفعل الكثير إذا اقتضت الحاجة.
أيا يكن الأمر، فليس من مصلحة الوضع العربي الانسجام مع المعركة، أقله على هذا النحو السافر، لاسيما أن أوباما لم يقدم له أي شيء، خصوصا في الملف الفلسطيني، في حين يتزعم الدولة العبرية رجل مثل نتنياهو لم يجامل العرب ولو في الحد الأدنى الذي تقتضيه الدبلوماسية.
الشيء الوحيد الذي قدمه أوباما لعرب الاعتدال، هو الوعد بعدم الضغط عليهم في ملف الديمقراطية والإصلاح، وهو البعد الذي يعنيهم على أية حال، فكيف إذا شفع بتمرير التوريث بالنسبة لمصر، مع وعود بالتحرك لصالح تسوية (أية تسوية؟) للصراع العربي الإسرائيلي؟
هي مواقف تثير القهر، إذ يجري تقديم الخطر الإيراني على الخطر الإسرائيلي الأميركي، ليس في سياق مواجهة الطموحات الإيرانية بشكل عملي كما كان ينبغي أن يحدث في العراق على سبيل المثال، ولكن في سياق استهداف قوى المقاومة والتراجع أمام المطالب الأميركية الإسرائيلية، مع أن الأصل هو الحوار مع إيران وتركيا كجارتين مسلمتين تتوفر معهما الكثير من القواسم المشتركة، بدل المساهمة في تحركات هدفها الأساسي تكريس الزعامة الإسرائيلية للمنطقة.
المدمرتان ''إيلات''، و''حنيت''، وحمولة كل واحدة منهما ألف طن عبرتا قناة السويس وسط إجراءات أمنية مشددة طالت حتى الصيادين المصريين الذين يلتقطون رزقهم في تلك المناطق، كما شملت أيضا إغلاق الطريق البري الموازي للممر البحري ووقف حركة عبارات الركاب، والأرجح أن ''أبناء العم'' و''الجيران الطيبين'' لم يدفعوا رسوم المرور التي تدفعها السفن التجارية، فليس بين الأحبة حساب.
الأكثر إثارة في الموضوع كان يتمثل في تبرير وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، حيث ردّ الأمر إلى اتفاقيات الملاحة الخاصة بالقناة، والتي تعنى فقط بما إذا كانت السفن المارة تهدد أمن دولة القناة نفسها أم لا، مستعيداً اتفاقية القسطنطينية قبل 120 سنة، إلى جانب اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر والدولة العبرية، ولا حاجة بالطبع للتعليق على مثل هذا التبرير، لاسيما أن متابعة تصريحات الوزير المذكور والتعليق عليها باتت لعبة مملة لكثرة ما يصدر عنه من تصريحات مثيرة، ونتذكر بالطبع دوره الحيوي قبل وأثناء العدوان على غزة في توضيح المواقف المصرية للرأي العام العربي.
بعيداً عن التبرير المثير إياه، يمكن القول إن الأمر ينطوي على بعدين اثنين أولهما المتعلق بالسياسة الخارجية المصرية التي تسجل انسجاما غير مسبوق مع الدوائر الأميركية الإسرائيلية عشية نشاطات وتحركات تشي بإمكانية تمرير التوريث قبل انتقال الرئيس المصري إلى الرفيق الأعلى.
أما البعد الثاني فيتعلق بالتنسيق المصري الأميركي الإسرائيلي لمواجهة الملف الإيراني، وهنا يتبدى التصعيد الظاهري في الملف بعد تصريحات نائب الرئيس الأميركي جوزيف بادين التي كانت صريحة في إعطاء الضوء الأخضر للإسرائيليين بالتحرك حسب الطريقة التي يرونها في مواجهة المشروع النووي الإيراني، الأمر الذي حاولت دوائر أوباما التقليل من شأنه والتركيز على موضوع الحوار، تارة برفض وضع سقف زمني له، وتارة بالحديث عن أنه لن يكون إلى ما لا نهاية. وهي من دون شك رسائل مزدوجة، بعضها موجّه للإيرانيين في سياق الضغط عليهم حتى يقدموا المطلوب منهم ممثلا في وقف التخصيب، إضافة إلى التوقف عن دعم قوى المقاومة في المنطقة. أما البعض الآخر من تلك الرسائل فهي للإسرائيليين أنفسهم مفادها أن عليهم التريث قبل التفكير في أي عمل عسكري ضد إيران، والأمر هنا لا علاقة له بالخوف على إيران، بقدر علاقته بالخوف من ردود الفعل الإيرانية التي قد تشعل المنطقة، وتترك جنود أميركا وحلفائها في العراق وأفغانستان نهبا لسلاح الإيرانيين، فضلا عن ردود أخرى يصعب التكهن بمداها وحجمها.
من الصعب على أي مراقب الجزم بما إذا كان الإسرائيليون سيقومون بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية، فضلاً عن الحديث عن مدة زمنية ستتم خلالها الضربة في حال توفر القرار، فضلاً عن الدور الأميركي في ضربة من هذا النوع، أكان من الناحية العملية، أم من زاوية توفير الغطاء السياسي، لكن ما يعنينا هنا هو المواقف العربية، لاسيما المصرية والخليجية، وحيث لا يمكن لأي أحد التشكيك في أن عبور المدمرتين وقبلهما الغواصة لم يكن بهدف القيام بجولة سياحية للفرق العسكرية العاملة على متنها، وإنما استعراض للقوة وتوجيه إنذار مباشر لإيران، هذا في حال استبعدنا أن يكون التحرك في سياق الترتيب للضربة المشار إليها.
هي من دون شك رسالة بالغة السوء لإيران، ليس من طرف الأميركان والإسرائيليين فحسب، وإنما من الطرف العربي الذي لا مصلحة له في معركة من هذا النوع، بل ربما تعود أسوأ تداعياتها عليه، تحديدا على دول تقع في مرمى الصواريخ الإيرانية، في حين تتوفر فيها خلايا موالية لإيران يمكن أن تفعل الكثير إذا اقتضت الحاجة.
أيا يكن الأمر، فليس من مصلحة الوضع العربي الانسجام مع المعركة، أقله على هذا النحو السافر، لاسيما أن أوباما لم يقدم له أي شيء، خصوصا في الملف الفلسطيني، في حين يتزعم الدولة العبرية رجل مثل نتنياهو لم يجامل العرب ولو في الحد الأدنى الذي تقتضيه الدبلوماسية.
الشيء الوحيد الذي قدمه أوباما لعرب الاعتدال، هو الوعد بعدم الضغط عليهم في ملف الديمقراطية والإصلاح، وهو البعد الذي يعنيهم على أية حال، فكيف إذا شفع بتمرير التوريث بالنسبة لمصر، مع وعود بالتحرك لصالح تسوية (أية تسوية؟) للصراع العربي الإسرائيلي؟
هي مواقف تثير القهر، إذ يجري تقديم الخطر الإيراني على الخطر الإسرائيلي الأميركي، ليس في سياق مواجهة الطموحات الإيرانية بشكل عملي كما كان ينبغي أن يحدث في العراق على سبيل المثال، ولكن في سياق استهداف قوى المقاومة والتراجع أمام المطالب الأميركية الإسرائيلية، مع أن الأصل هو الحوار مع إيران وتركيا كجارتين مسلمتين تتوفر معهما الكثير من القواسم المشتركة، بدل المساهمة في تحركات هدفها الأساسي تكريس الزعامة الإسرائيلية للمنطقة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت مارس 29, 2014 3:12 am من طرف رياض باحاج شبوة
» تحيه من اخوانكم ال باحاج - شبوة
السبت مارس 29, 2014 2:25 am من طرف رياض باحاج شبوة
» قصيده للشاعر محمد باحسن باعساس باحاج
الأربعاء أبريل 17, 2013 4:16 am من طرف hassan omer bahaj
» التعليم
الأربعاء أبريل 17, 2013 3:44 am من طرف hassan omer bahaj
» إتحاد الجنوب العربي
الثلاثاء يوليو 19, 2011 7:59 pm من طرف سعيد باحاج
» قصيدة الشاعر الكبير سعيد مبارك باعبود باحاج الحسني
الجمعة مارس 04, 2011 2:58 am من طرف سعيد باحاج
» قصائد لبعض شعراء آل باحاج
الخميس مارس 03, 2011 9:54 pm من طرف سعيد باحاج
» هنيبعل / حنيبعل
الثلاثاء مارس 01, 2011 1:45 am من طرف سعيد باحاج
» الأوزان العالمية والمقاييس
الأربعاء فبراير 16, 2011 11:23 pm من طرف سعيد باحاج