لماذا الصمت عن أحداث اليمن

بسم الله الرحمن الرحيم








من الأخبار القادمة من الشطر الجنوبي لليمن قتل ثلاثة متظاهرين واصابة عشرة آخرين بجروح في مواجهات حدثت قبل ايام مع القوات اليمنية الشمالية في محافظة لحج (جنوب اليمن) خلال تشييع ستة اشخاص كانوا قتلوا في مواجهات حصلت في الشطر الجنوبي خلال الاسابيع القليلة الماضية.
وتضيف الاخبار عن تصاعد حدة التوتر خلال الاسابيع الاخيرة في المحافظات الجنوبية (عدن وحضرموت ولحج.. الخ) مع

انتشار التظاهرات والاضطرابات وتصاعد النزعة الانفصالية من ابناء الجنوب وتضيف تلك الاخبار عن قتل (16) شخصاً على الاقل في هذه الاضطرابات لترتفع حصيلة القتلى الى (18) بينهم عسكريون.

واما في العاصمة صنعاء منع الصحفيون والاعلاميون من تغطية المحاكمات التي تجرى للسفير اليمني السابق والناشط الجنوبي قاسم عسكر جبران والتي بدأت جلساتها في المحكمة الابتدائية الجزائية. ومحاكمة فادي حسن احمد باعوم الذي يوصف احد اهم قياديي الحراك الشعبي في الشطر الجنوبي بتهمة ارتكاب افعال مجرمة وهي التهمة التي تلصق بكل يمني جنوبي يطالب بالعدالة وتطبيق القوانين واعادة الحقوق المصادرة. والمتهم هو نجل الناشط الشعبي حسن باعوم الذي يعد من قياديي الحراك الشعبي في حضرموت.

هذه الاخبار. ربما اقل القليل الذي وصل الينا فقد وصف احد اليمنيين من ابناء الجنوب الوضع في الشطر الجنوبي من اليمن بانه وضع مأساوي، فالحواجز الامنية والتفاتيش في كل مكان حيث لا يخلو شارع او طريق او حي الا ووجدت الحواجز.

والقوات الامنية التابعة لنظام صنعاء تقوم بالتفتيش واضطهاد المواطنين الجنوبيين. ويضيف هذا اليمني الجنوبي ان قوات صنعاء لاتكتفي بالحواجز التفتيشية وانما تقتحم المنازل وتعتقل الاهالي والنساء والشباب تحت ذريعة تهمة التحريض على النظام والمساس بالوحدة..!!

وصار الناس الآمنون المسالمون يخافون الخروج من منازلهم خشية التوقف او الاعتقال او الاتهام بالمشاركة في التظاهرات..

ان مايحدث في الشطر الجنوبي من اليمن شيء فظيع، والصمت ازاء تلك الاحداث من قبل بلدان الجوار والجامعة العربية، والحكومات الغربية وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي التي ما فتئت التدخل في كل صغيرة وكبيرة في البلدان التي لا تسير في ركاب سياساتها ومصالحها وكذلك الصمت الرهيب من المنظمات الحقوقية والامم المتحدة والمنظمات الاغاثية الانسانية مثل الصليب والهلال الاحمرين، ان ما يحدث هناك حرب ابادة وحرب تجويع وحرب تركيع يشنها نظام صنعاء البعثي الشوفيني، على اهالي الجنوب الذين كل جريرتهم انهم يطالبون بحقوق مصادرة وعدالة مفقودة..

ان تجاهل بلدان الجوار والحكومات الغربية والمنظمات الدولية الدائرة في ركابها عن المجازر التي ترتكب في جنوب اليمن تحت ذريعة مؤامرة ايرانية وتدخل فصائل القاعدة ليس له اي مسوغ حقيقي، وانما كذبة صاغتها صنعاء وغطاء للجرائم التي ترتكب هناك فلا مؤامرة ايرانية ولا وجود للقاعدة، وانما انتفاضة جنوبية خالصة، فأهل الجنوب معروفون بعدم خضوعهم للاجانب وعدم التشدد الديني، واذا كانت في الايام الغابرة جثمت احزاب يسارية وشيوعية على انفاس ابناء الجنوب، فتلك الايام زالت بزوال اليسارية والشيوعية، فلماذا اذن الصمت والتجاهل لما يحدث هناك؟

ان على الشعوب الحرة والمنظمات والجمعيات الانسانية التي تنشط على الصعيد الانساني والحقوقي مساعدة هذا الشعب الاعزل والمسالم والمقهور والذي كل جريمته انه يناضل من اجل استرداد حقوقه المصادرة وكرامته مهدورة والعدالة المفقودة.

---------
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية